نظام أردوغان يواصل عدوانه على عفرين ويوسّعه إلى ريف الحسكة

بينما كانت فرق الإنقاذ تحاول جاهدة انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض بفعل القصف التركي، واصلت قوات أردوغان قصفها للأحياء والبلدات في عفرين وأمطرت المنازل والبنى التحتية بمزيد من قذائف الحقد، موقعة المزيد من الضحايا جلّهم من النساء والأطفال بمن فيهم الرضع، وبالتوازي مع ذلك تواصلت المواقف المتضامنة مع سورية والمنددة بالعدوان التركي الغاشم والداعية لوضع حد لهذا العدوان ووقفه بشكل فوري.
فقد قصفت قوات النظام التركي أمس لليوم العاشر على التوالي ناحية عفرين مستهدفة بلدة جنديرس وقرية حمام ومنطقة سد 17 نيسان وغيرها من قرى وبلدات أخرى في عفرين ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة في البنى التحتية والخدمية.
وبيّنت مصادر أهلية لـ«سانا» أن استمرار قصف منطقة سد 17 نيسان يهدد بحدوث تصدعات في جسمه ما يزيد من احتمال انهياره وحدوث كارثة في المنطقة المحيطة به.
ولفتت المصادر إلى أن فرق الإنقاذ والأهالي يواصلون عمليات رفع الأنقاض للبحث عن ناجين في مجزرة النظام التركي بحق أهالي قرية قبلي، مؤكدة أن عدد ضحايا المجزرة وصل إلى 8 شهداء و7 جرحى من المدنيين حالة معظمهم حرجة، بينما لا يزال البحث جارياً عن 10 مدنيين كانوا موجودين في مكان المجزرة.
وقصف النظام التركي أمس الأول بمختلف أنواع الأسلحة تجمعاً للمهجرين في قرية قبلي بمحيط مدينة عفرين ما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين على الأقل كحصيلة أولية وإصابة 4 آخرين بجروح، بينما ارتكب مجزرة يوم الجمعة الماضي راح ضحيتها 7 أشخاص من أسرة واحدة نتيجة قصفه الأحياء السكنية في ناحية المعبطلي.
عدوان نظام أردوغان على السوريين طال ريف الحسكة أيضاً، حيث أكدت مصادر أهلية أن عناصر من الجيش التركي فتحوا نيرانهم على مجموعة من الأهالي عند مفرق قرية عين الحصان بريف رأس العين شمال مدينة الحسكة بنحو 85 كم ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين على الفور.
واعتدت قوات النظام التركي في 20 الشهر الجاري بقذائف المدفعية على قرية خراب رشك التابعة لمدينة المالكية في أقصى شمال شرق الحسكة ما أسفر عن أضرار مادية وقتل مواشي الأهالي.
وحوّل نظام أردوغان خلال السنوات الماضية الحدود المشتركة إلى ممرات علنية لتهريب المرتزقة الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية إضافة إلى تزويدهم بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة بما فيها مواد وأسلحة كيميائية استخدمها الإرهابيون أكثر من مرة ضد المدنيين في حلب وإدلب لإلصاق هذه الجريمة بالجيش العربي السوري.

الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية: على الأمم المتحدة وقف العدوان التركي

وفي ردود الفعل المنددة والمستنكرة للعدوان أدانت الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية في إسبانيا العدوان التركي على منطقة عفرين الذي راح ضحيته العديد من الأشخاص وأدى إلى تدمير المواقع الأثرية والتاريخية فيها في تجاهل واضح وصارخ للشرعية والمواثيق الدولية.
وأشارت الجبهة في بيان أمس إلى أن العدوان التركي على الأراضي السورية يأتي في الوقت الذي أصبح فيه تحقيق السلام وعودة الأمن والأمان إليها أقرب من أي وقت مضى، داعية منظمة الأمم المتحدة إلى القيام بدورها واتخاذ الإجراءات السريعة بشأن ذلك وإجبار النظام التركي على احترام حدود وسيادة سورية.
وشددت الجبهة في بيانها على تضامنها المطلق مع الحكومة السورية وجيشها وشعبها صاحب الحق في تقرير مستقبله.
وأكد البيان أن تركيا كانت وعلى مدى سبع سنوات من الأزمة في سورية لاعباً أساسياً وعنصراً رئيسياً في زعزعة الاستقرار في المنطقة وتواطأت مع التنظيمات الإرهابية من خلال السماح بحرية وتسهيل حركة ودخول الإرهابيين إلى الأراضي السورية لقتل الأبرياء وسفك دماء الأطفال فيها بالإضافة إلى تورط النظام التركي مع التنظيمات الإرهابية العالمية كالقاعدة و«داعش» في سرقة ونهب النفط السوري وتدمير المواقع الأثرية والتاريخية في سورية.
كما أدان البيان الصمت العالمي وخاصة المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية الدولية وأوروبا التي مازالت تتفرج على المذابح والمجازر التي يرتكبها النظام التركي الهمجي داخل الأراضي السورية إضافة إلى إدانة التدخل الأجنبي للولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية لسورية ومساعدتها التنظيمات الإرهابية ومحاولة تقسيم البلاد.

برلماني تركي: عدوان أردوغان محاولة احتلال

وفي المواقف الرافضة للعدوان أعلن النائب بالبرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي محمود طوغرول أن العدوان الذي يشنه نظام أردوغان على عفرين يمثل محاولة احتلال تستند إلى ذرائع لا أساس لها من الصحة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن طوغرول قوله في حديث لها: ما من أحد يصدّق الذريعة التي قدمها نظام أردوغان لإطلاق العملية العسكرية في عفرين، إذ لا يوجد لديه أي دليل يثبت تعرض تركيا لهجمات من هذه المنطقة التي أصبحت ملجأ آمناً لأكثر من 500 ألف مواطن سوري هرباً من جرائم التنظيمات الإرهابية أمثال «داعش» و«جبهة النصرة».
وأضاف طوغرول: هناك حالة من الغضب العارم في تركيا تجاه هذا العدوان ولكن الأجواء التي تسود نتيجة حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ شهر تموز عام 2016 والقوانين الصادرة على خلفيتها وما ينجم عنها من مخاطر كبيرة تمنع الكثيرين من النزول إلى الشارع والتعبير عن رفضهم لهذا العدوان.
وأوضح طوغرول أن أردوغان وحزبه يسعيان إلى تحقيق مكاسب انتخابية من خلال هذه العملية، لافتاً إلى أن حكومة حزب «العدالة والتنمية» تشهد مأزقاً في الداخل وتعاني من ضعف في إدارة البلاد وهي بحاجة لإيجاد أعداء من جهة وتوحيد الأوساط القومية والمحافظة المؤيدة لها من أجل تقوية سلطتها والاستمرار بها من جهة أخرى.

فيسك: ضحايا العدوان هم نساء وأطفال ومهجّرون

من جانبه، أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن ضحايا العدوان التركي على عفرين هم في حقيقة الأمر من الأطفال والنساء والرضع والمهجّرين.
وأشار فيسك في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى أنه التقى العديد من ضحايا العدوان على عفرين والقرى المجاورة لها وكانوا في أغلبيتهم من المدنيين وفي بعض الحالات عائلات بكاملها سقطت بين قتيل وجريح في الاستهداف التركي لمنازلهم في عملية تحمل اسماً مثيراً للسخرية ألا وهو «غصن الزيتون»!.
وتابع فيسك: ما يثير الاستياء الشديد النظر في الرواية الرسمية التركية للمجازر التي ارتكبها الطيران التركي والتي تم في إحداها فقط نقل نحو 34 قتيلاً إلى مشفى عفرين، مشيراً إلى أن النظام التركي لا يتورع عن التبجح بقصف أكثر من سبعين طائرة تابعة له ما يزعم أنها مواقع لقوات كردية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
وقال فيسك: بينما كنت أتجول بين ضحايا القصف التركي في مستشفى عفرين بدأت أتساءل بيني وبين نفسي: ألم أسمع مثل هذه التبريرات الرسمية من قبل، أولم تكن تلك الرواية نفسها التي كانت تسوقها «إسرائيل» في عدوانها على جنوب لبنان أو كل ضربة جوية لـ«ناتو» على يوغسلافيا والاعتداءات الأمريكية على القوات العراقية والأفغانية بين عامي 1991 و2003 وكذلك في مدينة الموصل العراقية العام الماضي؟.
وأضاف الكاتب البريطاني: لقد كانت جميع هذه العمليات تطرح تحت مسمى «عمليات جراحية تنفذ مع الانتباه الكامل لعدم سقوط ضحايا كثر» غير أنها جميعها في حقيقة الأمر خلفت عشرات أو مئات أو الآلاف من القتلى والجرحى.
وشدد فيسك على أن الضربات الجوية التي نفذها الإسرائيليون أو حلف «ناتو» أو الأمريكيون أو الأتراك كلها اعتمدت على التبريرات نفسها وغذت بعضها بعضاً بالأكاذيب نفسها مع أعداد كبيرة من الضحايا.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the نظام أردوغان يواصل عدوانه على عفرين ويوسّعه إلى ريف الحسكة on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.