بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مجلس الأمن القومي الروسي التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والعدوان التركي على منطقة عفرين وقضايا أخرى.
ونقلت وكالة «تاس» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف قوله: اجتماع الرئيس بوتين بالأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي الروسي تم تكريسه لبحث المرحلة الأخيرة من التحضيرات الجارية لمؤتمر سوتشي.
وأشار بيسكوف إلى أنه تم أيضاً التطرق إلى مسألة الوضع في عفرين، حيث أطلع الرئيس بوتين المجلس على النقاش الذي دار بينه وبين رئيس النظام التركي رجب أردوغان بهذا الشأن قبل أيام في اتصال هاتفي.
كما أجرى المجلس مراجعة للقضايا الراهنة المتعلقة بالأجندة الداخلية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
شارك في الاجتماع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف ورئيسا مجلسي الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو والدوما فياتشيسلاف فالادين ورئيس الفريق الرئاسي أنطون فاينو ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي نيكولاي باتروشيف ووزير الخارجية سيرغي لافروف والداخلية فلاديمير كولوكولتسيف والممثل الرئاسي الخاص لشؤون الحفاظ على الطبيعة والبيئة سيرغي إيفانوف.
وكان بيسكوف قد أكد في وقت سابق أمس أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي يشكّل خطوة مهمة في المسار السياسي لحل الأزمة في سورية ولكن من غير الصواب التوقع بأنه سيضع نقطة النهاية لهذا المسار.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله للصحفيين: عقد مؤتمر سوتشي يعد بحد ذاته خطوة ملموسة نحو تسوية سياسية للأزمة في سورية، لكن العمل معقد للغاية وشائك لذلك لايزال هناك الكثير من المسائل التي يجب حلها والعديد من الصعوبات التي يجب التغلب عليها.
وتابع بيسكوف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أن العمل يجري على مستوى مختلف والأهم هو النتائج التي سيتم تقييمها وتحليلها بعد المؤتمر.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت أمس الأول أنه تمت دعوة 1600 سوري إلى مؤتمر سوتشي المقرر عقده في الـ 29 و30 من الشهر الجاري، إضافة إلى الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين كمراقبين في المؤتمر.
إلى ذلك بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي أمس مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: الجانبان ناقشا خلال الاتصال الهاتفي التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بشكل مفصل.
وأضافت الخارجية الروسية: الجانب الروسي أكد على الأهمية الخاصة لهذا الحدث لجهة تفعيل التحريك الناجح للتسوية السياسية للأزمة في سورية بما يتفق تماماً مع المعايير المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
إلى ذلك، جدّدت وزارة الدفاع الروسية تأكيدها تورط الولايات المتحدة بتشكيل وتدريب مجموعات مسلحة للقيام بأعمال إرهابية في عدد من المدن السورية لإفشال التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وأوضح مركز التنسيق الروسي في حميميم في بيان له أمس نشره الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أنه وفقاً لشهادات المهجّرين الذين تمكّنوا من الخروج من مناطق انتشار القوات الأمريكية في منطقة التنف، فإن المجموعات الإرهابية التي أنشأتها واشنطن مؤخراً والتي تتلقى التدريب تحت إشراف قوات العمليات الخاصة الأمريكية تحاول التسلل باتجاه الشمال والشمال الشرقي لتنفيذ أعمال تخريبية إرهابية في محافظات دمشق وحمص ودير الزور لإشغال قوات الجيش العربي السوري عن مهامها في القضاء على إرهابيي «جبهة النصرة» في إدلب.
وأوضح البيان أنه بتاريخ الـ24 من الشهر الجاري قضت وحدة من الجيش العربي السوري على 5 إرهابيين ودمّرت سيارتي دفع رباعي مزودتين برشاشات ثقيلة في منطقة انتشار القوات الأمريكية في التنف كانوا ضمن قافلة حاولت التسلل نحو الشمال والشمال الشرقي.
وجاء في البيان: إن هذه الحقيقة تظهر للعيان تورط الولايات المتحدة الحقيقي في تحضير وتشكيل «معارضة مسلحة» تحت إمرتها لتقويض العملية السياسية في سورية.
وحول المزاعم الموجّهة ضد روسيا وسورية بشأن «استخدام الكيميائي» أكدت موسكو أن هذه المزاعم والتهم لاأساس لها وتفتقر للأدلة.
ونقلت (سانا) عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله في تعليق نقلته وكالة «نوفوستي» أمس: إن إطلاق هذه المزاعم يتم على خلفية استمرار الأزمات في الشرق الأوسط وهي تصبّ بالتواطؤ مع الغرب لمصلحة عودة الإرهاب الكيميائي والاستفزاز الصريح للمسلحين باستخدام المواد الكيميائية السامة على خلفية عدم رغبة واشنطن في تنفيذ التزاماتها الخاصة على الأقل في تدمير مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية.
وحول اجتماع باريس لما يسمى «الشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيميائية» دعا ريابكوف الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية إلى إظهار الإرادة السياسية والحكمة وعدم الخضوع للراغبين باستخدام الأساليب العدوانية لتشويه صورة الحكومة الشرعية في سورية واستهدافها لاحقاً.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت مؤخراً أن الاتهامات الأمريكية لروسيا وسورية باستخدام السلاح الكيميائي كاذبة وتهدف لتشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية وتقويض الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة في سورية، موضحة أن واشنطن تحاول عرقلة التحقيق الموضوعي في الهجمات الكيميائية وليست مهتمة بتحديد المسؤولين الحقيقيين عنها.
في غضون ذلك، أكد السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين أن الدولة السورية هي فقط من يملك الحق السيادي في بلادها وأي قوات أجنبية أخرى ما عدا الروسية الموجودة بطلب من الحكومة السورية تعتبر غير شرعية ووجودها انتهاك للسيادة السورية.
وقال زاسبيكين في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» أمس: نحن في روسيا ننظر بعين القلق إزاء التحركات المشبوهة التي تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة بكاملها ولا سيما في سورية فهم يسلحون المجموعات ويشكّلون ما يدعى بإدارات محلية والميليشيات الجديدة ويقترحون ما يسمونه «المنطقة الآمنة» شمال سورية وكل هذه الممارسات لا يمكن النظر إليها إلا كمحاولة للتقسيم الذي نقف ضده.
وتابع السفير الروسي: نحن نعتبر كل ما سبق تحركات مرفوضة وأمراً مؤقتاً لا بد أن ينتهي بالانسحاب الأميركي الكامل من الأراضي السورية.
وحول العدوان التركي على منطقة عفرين قال زاسبيكين: موقفنا بالنسبة لما يجري في عفرين وشمال سورية بشكل عام يقوم على تأكيد وحدة الأراضي السورية وإعادة سيادة الدولة السورية إلى كل ربوع البلاد وبالتالي فإننا ننظر بقلق إلى التدخل التركي ونعرف جيداً الموقف السوري الرسمي الذي يعتبر هذا التدخل عدواناً.
وحول اجتماع باريس لما يسمى «الشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيميائية» أكد زاسبيكين أنه مجرد محاولة لعرقلة جهود التسوية السياسية في سورية.
وقال: بطبيعة الحال هم يستخدمون هذا الملف مثل ملفات أخرى دون تقديم أي أدلة وذلك خدمة لأهداف سياسية باتت معلومة.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.