غابت المواقف الدولية الجدية تجاه استهداف دوما بالغازات السامة في الغوطة الشرقية، وتمثلت بتصريحات “خجولة” شابهت سابقتها خلال السنوات الماضية.
ونشرت الأمم المتحدة بيانًا اليوم، الأحد 8 من نيسان، قالت فيه إن الأمين العام، أنطونيو غوتيرش، لاحظ أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية إذا ثبتت صحته “أمر بغيض”، ويتطلب إجراء تحقيق شامل.
وقال غوتيرش “المهم هو حماية المدنيين”، داعيًا جميع الأطراف إلى ضمان احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن.
بينما طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بمحاسبة النظام السوري، وقالت المتحدثة هيذر نويرت إن التقارير الواردة من العاملين الميدانيين بالمجال الطبي في دوما تشير لاحتمال وقوع عدد كبير من الضحايا نتيجة استخدام الكيماوي.
وأضافت “ينبغي منع أي هجمات على الفور”، مشيرة إلى أن بلادها تواصل استخدام جهودها لمساءلة من يستخدمون الأسلحة الكيميائية في سوريا وغيرها.
وفي بيان للشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت إن قوات الأسد نفذت هجومين كيماويين على دوما بينهما ثلاث ساعات، ما أدى إلى مقتل 55 مدنيًا كحصيلة أولية وما لايقل عن 860 حالة اختناق.
وأوضحت أن الهجوم الأول استهدف المنطقة الواقعة قرب فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب، والآخر بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة نعمان.
وأنكر النظام السوري وروسيا الوقوف وراء القصف، واعتبروا أنها “تمثيلية من قبل إرهابيي جيش الإسلام لعرقلة المفاوضات الخاصة بالمدينة”.
الموقف العربي غاب عن مشهد “مجزرة الكيماوي” بشكل كامل، واقتصر على تصريحات نشرتها وزارة الخارجية السعودية عبّرت فيها عن قلقها البالغ وإدانتها الشديدة إزاء الهجمات الكيماوية التي شنت على المدنيين في دوما.
ولم تحدد الخارجية الطرف المسؤول عن الهجوم، مؤكدةً “على ضرورة إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وبحسب بيان الأمم المتحدة يشعر الأمين العام بـ “قلق عميق” إزاء العنف المتجدد والمكثف في دوما، خلال الساعات 36 الماضية.
وقال “الدفاع المدني” إن عدد ضحايا المجزرة لم يحدد حتى اللحظة، إذ لا يزال العشرات من الضحايا في البيوت، وتعمل الفرق على انتشالهم حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وأوضحت المنظمة أن بعض المناطق المستهدفة لا يمكن الدخول إليها، بسبب رائحة الغازات العالقة، مشيرةً إلى أنه حتى اللحظة لم يتم التعرف على نوعها سواء الكلور أو غاز السارين.
ويبلغ عدد المدنيين المحاصرين في مدينة دوما قرابة 130 ألف مدني، وبحسب “الدفاع المدني” تجاوزت الإصابات 1200 حالة اختناق جلهم من الأطفال.
–
Read morePosted from Enabbaladi
Note: Only a member of this blog may post a comment.