أوروبا تُرحّل ملفّ الهجرة إلى المستقبل

بعد جولة طويلة ومضنية من المفاوضات في بروكسل توحدت أوروبا بشكل شكلي ومؤقت تجاه ملف الهجرة الخارجية الذي جعل زعماء الاتحاد الأوروبي اكثر انقساماً حول الآليات والتعريفات والقرارات المشتركة التي يجب أن تكون واحدة في دول الاتحاد محاولة الحفاظ على وحدة بدت متزعزعة في كل مرة يجتاحها خلل طارئ يحتاج قراراً موحداً.
ألمانيا وإيطاليا كانتا الدولتين الأكثر تمنعاً للبيان الختامي للقمة الأوروبية وإن كانت إيطاليا هي من هددت بتعطيل صدور البيان, ما أجبر دول الاتحاد مجدداً على معاودة المفاوضات والتوصل إلى صيغة مشتركة معدلة حظيت أخيرا ًبقبول الألمان والإيطاليين تحديداً الذين كانوا يطالبون بإيجاد حل واسع النطاق في جميع دول الاتحاد الأوروبي يشمل تقييد حركة المهاجرين وإقامة مراكز أوروبية مشتركة لمعالجة هذه الأزمات دون أن يعني ذلك أن دول الاتحاد تخطت هذه العقبات نهائياً بل بقي أمامها وفقاً للتصريحات الصادرة من بروكسل شوط طويل من العمل لتقريب وجهات النظر وإزالة الخلافات التي تعصف بدول الاتحاد.
رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أعلن الصيغة النهائية للاتفاق مؤكداً أن زعماء الاتّحاد توصلوا إلى اتفاق بشأن الهجرة يرضي الأطراف كافة، ويشمل إقامة مواقع مشتركة لمعالجة أزمتَي اللّجوء والهجرة، وتقييد تحركات المهاجرين، إضافة إلى اتفاقات اخرى تتعلق بقضايا التجارة والأمن.
بدورها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت بشكل خجول قبول الاتفاق النهائي المعدل، مشيرة إلى ضرورة الاستمرار بالعمل لوضع حّد للخلافات المتزايدة بين الدول الأعضاء, بينما ذهب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليتغنى بصيغة التعاون التي أبرزتها دول الاتحاد، بينما لا يزال ملف الهجرة يهدد بانفراط عقد دوله التي تتنامى فيها القرارات القومية لكل دولة على حساب روح الاتحاد المشتركة.
إيطاليا عبرت عن رضاها عن البيان المعدل ورأت فيه نصراً يسجل لسياسييها خاصة أن لهذا الموضوع انعكاساً مباشراً على الوضع الداخلي حيث تمثل قضية الهجرة مكسباً أو خسارة في الانتخابات بالنسبة للساسة عبر (الأوروبي)، مع تفضيل الناخبين للمرشحين المدافعين عن اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الهجرة وهذا ما يؤرق ميركل أيضاً.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي: إن بلاده لم تعد بمفردها بعد صدور الاتفاق الذي ينص على أن تكون أوروبا أكثر مسؤولية وتكافلاً على حد تعبيره.
الملف الإنساني الذي يرافق بشكل لصيق موضوع الهجرة إلى أوروبا بدا متأخراً في اهتمامات القادة الأوروبيين الذين تحدثوا عن مخاوف أمنية وإبداء الحرص على شكل الاتحاد في حين أن الهدف غير المعلن كان سياسياً بحتاً وتحقيق مكاسب يستفيدون منها لاحقاً في صناديق الاقتراع.
وتجدر الإشارة إلى أن إحصاءات الأمم المتحدة تؤكد أن 41 ألف لاجئ ومهاجر دخلوا الاتحاد الأوروبي حتى الآن عبر البحر خلال هذا العام.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the أوروبا تُرحّل ملفّ الهجرة إلى المستقبل on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.