مقابل الحركة النشطة للمسلسلات السورية الكوميدية الناجحة بدءاً من «الخربة» وانتهاءً بـ«ضيعة ضايعة»؛ تراجعت نسبة إنتاج المسلسلات الكوميدية المعروضة في موسم رمضان بشكل ملحوظ، حيث لاحظ المتابعون شبه غياب للأعمال الكوميدية الجديدة التي ترتقي إلى المستوى المطلوب.
ثمة تجارب معينة حاولت استثمار نجاحها السابق مثل «بقعة ضوء»، و«فزلكة عربية» لفادي غازي، وعلى الرغم من شهرتها وإقبال الجمهور عليها، لكنها أيضاً لم تسلم من مشكلات إنتاجية وغياب النصوص المميزة، ومن ثم لم تعد موجودة بقوة في المشهد الدرامي مثلما كانت حالها قبل سنوات حينما كانت هدفاً رئيساً لشركات الإنتاج التي تنفذ غالباً سياسات الفضائيات وتنتج وفق رغباتها، ولاشك في أنّ تصوير مسلسل تلفزيوني كوميدي يحتاج تفرّغاً وتركيزاً كاملين، إضافة إلى البحث عن نصّ مميز وفكرة جديدة، لأن المشاهد لا يقبل من الممثل الكوميدي تقديم أداء عادي أو تهريجي سخيف، لذا فإنّ الفنان المحترف يرفض كممثل أن يوجد في مسلسل كوميدي ضعيف لكيلا يضرّ بتاريخه ويخدع جمهوره.
ويعتقد أن ثمة رابطاً بين قلّة إنتاج المسلسلات الكوميدية والأزمات المالية للمؤسسة العامة للسينما أو لشركات الإنتاج التي ساهمت في تراجع نسب إنتاج الدراما بشكل عام، وليس المسلسلات الكوميدية فحسب، ونرى أنه من واجب المسؤولين والقيّمين على هذا المجال دعم صناعة الدراما في شتى الوسائل لأن المسلسل الكوميدي السوري نجح في أن يكون متابعاً ومحبوباً عند الجمهور العربي.
نتوقع أن تشهد الفترة المقبلة رواجاً للمسلسل الكوميدي، لأنه محبّب عند المشاهد كما المعلن الذي يفضله على الأعمال الأخرى شرط أن يكون قوياً، ما سيرغم الفضائيات على إعادة حساباتها تجاه المسلسل الكوميدي الذي يحتاج منها دعماً أكبر.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.