أشار مقال نشره موقع «أمريكان هيرالد تريبيون» إلى أن السفير الأمريكي الجديد لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل أثار جدلاً واسعاً في الصحافة الأوروبية، ويبدو أنه ربيب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، إذ استنزف نفسه في الدفاع عن قرارات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي لا تحظى بشعبية كتلك المتعلقة باتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران وغير ذلك، ليخرج بذلك عن إطار المهام الدبلوماسية التقليدية للسفراء ويجعل علاقة بلاده مع حليف رئيسي أسوأ مما هي عليه، فضلاً عن أنه خرق البروتوكول باجتماعه مع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عندما كان في زيارة رسمية إلى ألمانيا.
حتى إن نائب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني نيلس شميد قال في وصفه: غرينيل لا يفهم ما يجب أن يكون عليه دور السفير المفترض، فالسفير هو أحد بناة الجسور الذين يشرحون كيفية عمل السياسة لكلا الطرفين، إلا أن غرينيل جعل من نفسه داعيةً لترامب.
وقال المقال: إن التقاعس ليس حكراً على غرينيل، فالتاريخ يعج بالسفراء الأمريكيين غير الأكفياء أو غير المرحب بهم، لا سيما في باريس أو لندن، فتم منح تلك المناصب منذ فترة طويلة للاعبين السياسيين والجهات المانحة للحملات الانتخابية.
ولفت المقال إلى أنه في الآونة الأخيرة سعت بعض الإدارات الأمريكية لاستخدام السفراء للتدخل علانية في السياسة الداخلية للدول المضيفة، الأمر الذي يتعدى التبادلات المقبولة لوجهات النظر التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من العلاقات الدبلوماسية، وعلى وجه الخصوص، تم إرسال عدد من السفراء الأمريكيين إلى الخارج بغرض تعزيز أجندة «تغيير الأنظمة» ومحاولات «إسقاط» الدول غير المذعنة، وسورية مثال فاضح على تدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول عبر السفراء، وتعود حالة «الرهاب من سورية» إلى عهد إدارة جورج بوش الابن، فكانت سورية في ذلك الوقت بالفعل في مرمى اثنين من حلفاء أمريكا الرئيسيين في المنطقة، «إسرائيل» والسعودية، اللذين سعيا إلى زعزعة استقرارها.
وأكد المقال أن محاولات «إسقاط» الدولة السورية ظلت مستمرة في السياسة الخارجية الأمريكية حتى يومنا هذا، ففي عام 2010، عندما كانت الولايات المتحدة لا تزال لها سفارة في دمشق، أرسل الرئيس السابق باراك أوباما روبرت فورد سفيراً إلى البلاد، الذي دعا بدوره إلى تسليح الإرهابيين الذين سماهم «متمردين»، وذلك في سلوك مخالف تماماً لما يفترض أن يفعله السفراء في بلد أجنبي.
وتابع المقال: روسيا هي الأخرى لم تسلم من تصرفات سفراء واشنطن الخرقاء، ومن المعروف أن المحافظين الجدد وحلفاءهم النيوليبراليين كثيراً ما حلموا بتغيير النظام في موسكو، وتباعاً، فقد كان الهدف من تعيين إدارة أوباما في عام 2010 لمايكل ماكفول سفيراً لدى موسكو هو مواجهة مختلف جوانب السياسات الداخلية لحكومة فلاديمير بوتين التي لا تناسب واشنطن، ومن أجل تحقيق هذه الغاية، التقى ماكفيل المعارضة السياسية في روسيا، وبذلك أوجد حالة من المعاداة له مع المسؤولين الحكوميين الروس لتعكس فترة ولايته فشلاً محرجاً.
وأضاف المقال: أخيراً، هناك السفير ديفيد فريدمان في «إسرائيل»، الذي يمثل «الحكومة الإسرائيلية» أكثر من حكومة بلاده، وإلى جانب السفراء أنفسهم، ضمّت قائمة مثيري الاضطرابات المتجولين الأميركيين فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأمريكي والقائمة تطول.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.