يبدو أن الإدارة الأمريكية قد أدمنت الكذب، رغم أن أكاذيبها المستندة إلى ذرائع الأسلحة الكيميائية والنووية باتت مكشوفة للجميع، فبعد أكاذيب أسلحة التدمير الشامل العراقية التي اعترف بها كولن باول وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، والتي كانت ذريعة لغزو العراق عام 2003 تكررت الأكاذيب عن «استخدام» الكيميائي في خان شيخون والغوطة الشرقية في سورية لتبرير العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات والعدوان الثلاثي الأمريكي -البريطاني -الفرنسي على مواقع متعددة في سورية ومنها بعض المراكز العلمية التي ثبت أنها بريئة من وجود أي مواد كيميائية، وفي هذه الأيام تمهد دول العدوان الثلاثي لأكاذيب من العيار ذاته في محاولة منها «لثني» الدولة السورية وحلفائها عن اجتثاث الإرهاب من محافظة إدلب، حيث لم يعد القلق الأمريكي –الفرنسي –البريطاني على مصير تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي كافياً ولاسيما أن القلق على هذا التنظيم وعلى المجموعات الإرهابية المرتبطة به في الغوطة ودرعا والقنيطرة وقبلها في حلب لم يمنع الدولة السورية من ممارسة حقها السيادي وواجبها تجاه شعبها من تطهير تلك المناطق وإعادتها لسيادة الدولة.
إن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يعلمون علم اليقين أن معركة إدلب محسومة قبل أن تبدأ، كما يعلمون أيضاً بأن سورية لم ولن تستخدم الأسلحة الكيميائية، وأنها تخلصت من مخزونها الكيميائي كاملاً باعتراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأن الإرهابيين الذين صنعتهم الدول الاستعمارية ودعمتهم هم الذين يستخدمون المواد السامة بين الحين والآخر، ويلجؤون إلى فبركة الفيديوهات الكاذبة لتبرير هزائمهم، وهزائم مشاريع داعميهم.
مانريد قوله هو أن تحرير محافظة إدلب بات مسألة وقت، وأن الدولة السورية وحلفاءها عملوا ويعملون على تحقيق ذلك الهدف عن طريق الحلول السياسية من دون إغفال الخيارات الأخرى وأن انتهاء القلق لدى أمريكا وحلفائها الدوليين والإقليميين لايمكن أن يعالج من خلال الكف عن إيجاد الأكاذيب المفضوحة ومن خلال فض تحالفات تلك الدول مع الإرهاب الذي فشل في تنفيذ مخططات منظومة العدوان، فما فشل في تحقيقه مئات الآلاف من إرهابيي «داعش والنصرة» والوهابية لن تنجح في تحقيقه أكاذيب الكيميائي التي باتت مفضوحة للجميع.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.