طهران ـ سوتشي.. مراجعة لا تُراجع!

لا نريد أن ندخل في حسابات الجانب الروسي ولا الجانب الإيراني حول تعاملهما مع النظام التركي والصبر على أساليبه الملتوية، ولكننا نعلم أنه لا يغيب عن ذهن الجانبين النيّات المبيتة لهذا النظام ومسلسل تهربه من الالتزام بقرارات «أستانا» و«سوتشي»، وأن ما جرى في قمة طهران الثلاثية كشف المستور وأظهر النظام التركي على حقيقته كحاضن وحام ٍلتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وملحقاته ومع ذلك لم تترك موسكو وطهران نظام أنقرة يذهب بعيداً خارج نطاق صيغة الضامنين الثلاثة والارتماء بأحضان القوى المعادية لمحور مكافحة الإرهاب.
من هنا جاء القبول باجتماع سوتشي بين بوتين وأردوغان والبند الوحيد على الطاولة كما أُعلن هو إدلب ومعروف أن موقف الرئيس بوتين واضح ولا لبس فيه وينطلق من الضرورة القصوى لتحرير إدلب وتنظيفها من الإرهابيين وفي المقدمة تحريرها من تنظيم «جبهة النصرة» ولكن مع إعطاء فرصة أخرى للمصالحات والتسويات بشروط الدولة السورية، كما أنه معروف أيضاً أن أردوغان يراوغ ويحاول كسب المزيد من الوقت ويتستر بذرائع «إنسانية» يعرف الجميع أنه يكذب بشأنها، لأن آخر همومه دماء السوريين التي تسبب في سفك معظمها.
لم يبق الكثير من أوراق التحايل بيد أردوغان ولم يعد أمامه الكثير من الخيارات، فما طُلب منه في قمة طهران وقبل قمة طهران ألا وهو الالتزام بعزل المدنيين عن الإرهابيين في محافظة إدلب وتفكيك «جبهة النصرة» لا يزال مطلوباً وفي اجتماع سوتشي فهو مطلوب بإلحاح وإذا كان رئيس النظام التركي يراهن على فبركات «الخوذ البيضاء» والضجيج الفارغ والتهويل المفتعل من جانب الغربيين، فلن يكون له أي تأثير لأن دمشق وروسيا قرّرتا الانتهاء من جيب إدلب سلماً أم حرباً.
يُمَكِنُنا القول: إن الحرب التي أتقنت سورية وحلفاؤها إدارتها ميدانياً وسياسياً وواصلت دمشق باقتدار تام تحرير أراضيها ومدنها الواحدة تلو الأخرى من الإرهابيين ومشغليهم من حكام الدول الخليجية العربية وتركيا والكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة والدول الغربية ولن يستعصي عليها الإرهابيون في إدلب وريفها، وما الزعيق الذي يطلقه مشغلو التنظيمات الإرهابية إلا ذرّ للرماد في العيون وتباك كاذب ومكشوف لا طائل منه.
في مطلق الأحوال، فإن مراهنة نظام أردوغان على الوقت أو غيره لن تجدي نفعاً، فحق سورية ثابت وقرارها حاسم في استعادة إدلب إلى كنف الدولة بكل الوسائل والطرق، واجتماع سوتشي لن يكون إلا محطة للمراجعة وليست للتراجع مهما تكن الظروف.
tu.saqr@gmail.com

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the طهران ـ سوتشي.. مراجعة لا تُراجع! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.