سماسرة القضية

بسياسة القوة والغطرسة وبلغة السماسرة تواصل الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب مساعيها لتمرير ما يسمى «صفقة القرن» وشراء موقف من الفلسطينيين وسحبهم إلى طاولة المفاوضات مقابل دفع مبلغ 5 مليارات دولار لهم يدفعها الأوروبيون ودول الخليج وذلك فقط لإثبات الحضور الفلسطيني الشكلي في مفاوضات تمعن في نسف حقوق أصحاب الأرض الشرعيين وتفرض واقعاً يلبي مطامع «إسرائيل» فقط.
«صفقة القرن» وتمريرها هو هدف ترامب الحالي مع مستشاره وصهره جارد كوشنر ومبعوثه الخاص جاسون غرينبلات. إذ تريد هذه المجموعة إنهاء ملف القضية الفلسطينية بثمن بخس يضمن كل ما تشترطه «إسرائيل» وبسرعة قصوى, فبعد عدة ضربات قوية وجهها هذا الفريق للشعب الفلسطيني بشكل متتابع وأعنفها إلغاء تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وما يعنيه من محاولة شطب حق العودة قرروا سلوك الترغيب الاقتصادي بعرض الأموال وتقديم «مساعدات» بصيغ مختلفة مقابل «الرضوخ» للمطالب الأمريكية والجلوس إلى طاولة المفاوضات والقبول مباشرة بما تفرضه واشنطن و«تل أبيب» بما في ذلك من انتقاص لكل الحقوق الفلسطينية الأساسية وهدر لكرامات شعب قدّم التضحيات الكبيرة ليبقى منغرساً بأرضه وجذوره التاريخية.
الرسالة التي تحملها هذه العروض المشبوهة وغيرها واضحة وهي إما أن يستمر الفلسطينيون بالرفض وسيكون مصيرهم المزيد من العقوبات وأزمات اقتصادية خانقة لن يتمكنوا من تجاوزها بوجود قائمة كبيرة من الحرمان الاقتصادي وضعتها واشنطن مسبقاً, وإما أن يقبلوا بالعروض المقدمة ويجلسوا إلى طاولة المفاوضات ويستجيبوا «للرؤية» الأمريكية للحل القائمة أساساً على عدم وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وشطب حق العودة, كما تطلب «إسرائيل» والاستمرار بالاستيطان وتكريس القدس «عاصمة» للعدو.
جربت سابقاً هذه الإدارة إغراء الفلسطينيين بـ«منافع اقتصادية كبيرة» للقبول بتسويات غير عادلة لقضيتهم وأخفقت جميعها, ولم تتعظ من ذلك بل واظبت على تقديم مخططات تفرض شروطاً تلبي مطامع العدو وترسم «حدوداً» مزيفة أملاً «بإخضاع» شعب محروم من الحرية ومحاصر بالعقوبات والتجويع, لكن الحقيقة التاريخية أثبتت أنه على مدى سبعين عاماً لم تتمكن «إسرائيل» رغم كل غطرستها من إخضاع الشعب الفلسطيني ولم تتمكن من نزع كرامته رغم الضغوط الواسعة والحروب الوحشية التي لا تتوقف ضده وبقي متمسكاً بخيار المقاومة كحل قوي لاسترجاع الحقوق المسلوبة.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the سماسرة القضية on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.