«عدو المعاهدات».. ترامب يبدأ بالسباق النووي

منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة بدأ قراراته الجديدة بالانسحاب من المعاهدات الدولية التي كان أبرزها الاتفاق النووي مع إيران واتفاق المناخ، ومن المرجح ألّا يكون آخرها معاهدة «القوى النووية» مع روسيا، ترامب الذي لا يظهر أي احترام للبروتوكولات الدولية وحتى لوجهات نظر حلفائه، اتخذ مسار الخروج من المعاهدة مع روسيا بغض النظر عن الإرادة الدولية، ومن هنا، بات السؤال المطروح اليوم حول الأهداف الحقيقية والآثار المترتبة على خروج ترامب من اتفاقية حظر الأسلحة النووية.
انسحاب ترامب ردّ عليه الروس بشكل حادّ، حيث اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن انهيار معاهدات نزع الأسلحة يمكن أن يطلق سباقاً جديداً للتسلح، ورأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا تدين الأعمال الأمريكية الجديدة التي وصفها بأنها ابتزاز يهدف إلى تحقيق تنازلات من جانب روسيا في مجال الاستقرار الاستراتيجي، ويبدو أن وجود المعاهدة حول إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعرقل النية الأمريكية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال النووي.
وبقرار ترامب المتهور يمكن إعلان وفاة اتفاق دام 30 عاماً بين أمريكا وروسيا، حيث تم توقيعه في 8 كانون أول 1987، خلال زيارة آخر رئيس سوفييتي هو ميخائيل غورباتشوف لواشنطن، وتم تنفيذ المعاهدة بالكامل من قبل موسكو في أيار عام 1991، وقبل ذلك الوقت قام الاتحاد السوفييتي بإزالة 1752 صاروخاً مجنحاً وباليستياً في حين قامت أمريكا بإزالة 859 صاروخاً، وتعدّ هذه المعاهدة غير محدودة المدى، ويحق لكلا الطرفين الانسحاب منها بعد تقديم أدلة ثابتة على ضرورة ذلك.
يمكن أن يكون الهدف الأول والأكثر أهمية للحكومة الأمريكية هو مواجهة توازن التهديد بين أمريكا وروسيا، ونظراً لوجود قواعد عسكرية أمريكية في الجوار وبالقرب من روسيا، ويمكن ربط الهدف الثاني لترامب والأمريكيين بممارسة ضغوط متزايدة على روسيا للحدّ من إنتاجها للأسلحة الحديثة والمتطورة.
وفيما يتعلق بالعواقب المترتبة على قرار ترامب بانسحاب أمريكا من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية متوسطة المدى، فإن الخطوة الأولى يمكن أن يكون تأثيرها على فشل نظام الردع النووي الأمريكي، وفي حال أصبح قرار ترامب قطعياً، يمكن القول إن معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية «ستارت 3»، التي من المقرر أن تنتهي في عام 2021، قد اقتربت من نهايتها، أيضاً.
ومن المؤكد أن التهديد الأمريكي الجديد ضد روسيا سيقود روسيا إلى الرد بحدة، ويبدو أن موسكو في طريقها إلى ممارسة ضغوط وتهديدات عسكرية جديدة ضاغطة على القواعد العسكرية الأمريكية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار العالمي على الصعيد العالمي وبشكل خاص يؤثر على أمن قارة أوروبا، الشيء المؤكد هو أن الروس سيتبنون بالتأكيد سياسة واستراتيجية جديدة تجاه الدول الأوروبية وسيطوّرون جهودهم لصناعة أسلحة نووية جديدة.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the «عدو المعاهدات».. ترامب يبدأ بالسباق النووي on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.