وجهة نظر.. احذروا «المخلّصين» الجدد!

لم يتعظ كثيرون مما يحدث من مؤامرات على امتداد الأرض تستهدف الإنسان والإنسانية بكل معانيها، بل إن الأغلبية منهم يسيرون في طريقها بأقدامهم بمعرفة أو بجهل، ويظنون أن من يقف وراءها هم «مخلّصونهم» مما وقع بهم من حروب ومآس وويلات، لكن في الحقيقة إن هؤلاء «المخلّصين» هم مبرمجوها ومشعلوها ومديروها، وأولئك وقعوا ضحية لهم وباتوا في جو مملوء بعش الدبابير التي لن ترحم أحداً منهم، لذلك ينبغي التنبه جيداً لما يحوم حولنا وقراءة ما يجري بشكل دقيق بعيداً عن العواطف والميول، وتشغيل العقل والوعي لما يحاك من مشروعات غربية تستهدفنا جميعاً.
أكثر المؤامرات والمشروعات العدوانية التي تساق ضد شعوبنا وتطلعاتها، تقودها الدول الغربية لأجل أطماعها وتعمل جاهدة لإنفاذ مخططاتها الإجرامية، فتلبس نفسها وأدواتها لبوس «الإنسانية» وترفع شعارات التضليل لبلوغ مآربها، وتقدم نفسها على أنها المنقذ والمخلّص من معاناتهم وآلامهم التي كانت سبباً رئيسياً لوجودها وتسعى لترسيخها وإدارتها بما يحقق أهدافها العدوانية، وفي الوقت ذاته تخاطب من يعانون منها على أنها الوحيدة القادرة على تخليصهم مما هم عليه وتقدم لهم أذرعها على شكل منظمات وهيئات غايتها «الإنقاذ»، بينما هي في الحقيقة بمنزلة من يصب الزيت على النار.
ومن جملة ما يفعلونه من دسائس وممارسات غير أخلاقية، يعمدون على «شيطنة» من يقف في طريق مؤامراتهم، ويجمّلون من يسير في ركبهم ويشجعون أعمالهم وممارساتهم الإجرامية بمختلف أشكالها وألوانها مادامت تصب في مراميهم القذرة، ويبتزون في كل الاتجاهات، ويدسّون السم في العسل، ويقلبون الحقائق ويخفونها ويضللون الرأي العام، ويسوقون لأفكارهم وأكاذيبهم ولقصص يخترعونها ويمثلونها على شكل مسرحيات ممجوجة، وبمختصر العبارة يجعلون الحق «باطلاً»، والباطل «حقاً» لغاية قذرة في أنفسهم باتت مفضوحة، ورغم ذلك لايزال البعض ينساق معهم بإرادته أو من دونها، فمتى نعي ما يجري حولنا؟ ألم يحن الوقت لتحريض الوعي لفهم كل مايحاك ضدنا ونتعاضد لمواجهته؟.
لابد من التحرك الحثيث لتحصين جبهتنا الداخلية لمواجهة شائعات التشويه المضادة ومكافحة الفساد ومعالجة كل الأمراض الخطرة التي خلفتها الحرب الإرهابية، فمعركتنا اليوم تصب في مواجهة الحرب الناعمة التي تشن ضدنا، فهذه المواجهة تبدأ بتحريض الوعي والتنبه لأي خطوة قد تثار لتثبيط عزيمتنا، والعمل على إفشالها، فمن يستجير بـ«مخلّص» غير وعيه وشعبه وإرادته فسيكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار!.
waddahessa@gmail.com

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the وجهة نظر.. احذروا «المخلّصين» الجدد! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.