واشنطن تهدم بنفسها دعامة قوتها الاقتصادية!

رأى مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» أن السياسات الهدّامة التي تتبعها إدارة ترامب أدت إلى نتائج معاكسة، فقرار واشنطن بالتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران، وفرض جولة جديدة من العقوبات الصارمة على الشركات التي تتعامل مع طهران، وخاصة في مجال الطاقة، قد أوجد قنوات جديدة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وإيران، وربما تنضم إليهم دول أخرى.
وقال المقال: أضف إلى ذلك أن الاتحاد الأوروبي أعلن في الآونة الأخيرة عن إنشاء آلية خاصة فيما يسمى «كيان لأغراض خاصة، إس بي في» لمواصلة التجارة مع طهران، بينما يتيح للشركات المعنية الإفلات من العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والتحايل على التجارة بالدولار الأمريكي، في خطوة قد تساهم في هدم النظام المالي العالمي الذي تأسس على البترو دولار.
ولفت المقال إلى أن هذه الآلية ستسمح لإيران ببيع نفطها والحصول على الإيرادات، وسيتم إنشاؤها خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث كانت تحدثت منسقة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عن خطط إنشاء قناة تجارية مستقلة كهذه في وقت سابق من أيلول الماضي، إذ صرحت قائلة: «لا يمكن لأي دولة أو منظمة ذات سيادة أن تقبل أن يقرر شخص آخر مع من يُسمح لك بالتداول معه».
وأوضح المقال أن آلية «إس بي في» صممت على غرار نظام المقايضة السوفييتي، الذي استخدم خلال الحرب الباردة لتجنب العقوبات التجارية الأمريكية، حيث يتم تبادل النفط الإيراني بطريقة ما مقابل البضائع من دون مال، وتتيح هذه الاتفاقية للشركات الأوروبية مواصلة التجارة مع إيران وفقاً للقانون الأوروبي، ومن الممكن أن ينضم إليها شركاء آخرون في العالم.
ولفت المقال إلى أن الخطة الجديدة تنطوي على نظام مقايضة متطور يمكنه تجنب عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، كمثال على ذلك، تستطيع إيران شحن النفط الخام إلى شركة فرنسية، من خلال رصيد مستحق عبر «إس بي في»، الذي يمكن أن يقوم مقام البورصة، ويمكن استخدام ذلك الرصيد لاحقاً للدفع لمصنع إيطالي مقابل البضائع المشحونة بالطريقة الأخرى، من دون أن تمر أي أموال عبر أيدي الإيرانيين أو النظام المصرفي العادي، وذلك وفقاً لمصادر أوروبية مطلعة.
وتابع المقال: وسيتم إنشاء وسيط مالي متعدد الجنسيات مدعوم من «الأوروبي» للتعامل مع الشركات المهتمة بالمعاملات الإيرانية ومع الأطراف الإيرانية المقابلة، مؤكداً أن صفقات كهذه لن تكون ذات شفافية بالنسبة للولايات المتحدة، وستنطوي على اليورو والجنيه الإسترليني بدلاً من الدولار الأمريكي.
ونوه المقال بأنه رد استثنائي من جانب الاتحاد الأوروبي على ما وصفته واشنطن بسياسة الحرب المالية الشاملة ضد إيران، والتي تتضمن تهديدات بفرض عقوبات على البنوك المركزية الأوروبية وجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (اختصاراً «سويفت) ومقرها في بروكسل إذا كانت لديهم روابط مع إيران بعد الرابع من الشهر القادم، ويمكن القول: إن العلاقات بين أوروبا الغربية وواشنطن ما بعد الحرب العالمية الثانية لم تشهد إجراءات عدوانية كهذه من قبل، وهي إجراءات تدفع الدوائر السياسية الرائدة في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في منحى العلاقات مع واشنطن.
ترجمة وتحرير: راشيل الذيب

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the واشنطن تهدم بنفسها دعامة قوتها الاقتصادية! on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.