مهما حاولت، لن تستطيع الولايات المتحدة أن تخفي حقيقتها الإجرامية وتنصلها من المسؤولية الأخلاقية والقانونية أو حتى شراء ذمم بعض الدول والأمانة العامة للمنظمة الأممية التي تتعامى عن رؤية الفظائع والمجازر اليومية المرتكبة من قبل «تحالف» أمريكا غير الشرعي على الأراضي السورية واستخدامه الأسلحة المحرمة دولياً بحق المدنيين في الشمال والشرق، ولن يعفيها عمى البصر الدولي وتعامي ضميره من تحملها كامل المسؤولية مهما طال الزمن أو قصر.
الولايات المتحدة تجسد صورتها الحقيقية كل يوم في ممارسة أبشع أنواع الإجرام أمام مرأى ومسمع العالم من دون أن يرف لها جفن، ورغم معرفتها بإخفاقها في تحقيق مشروعاتها العدوانية في المنطقة في ظل الصمود السوري وانتصارات جيشه الباسل وحلفائه على تنظيماتها الإرهابية وكيلتها في تحقيق أهدافها الاستعمارية، إلا أنها تمارس عربدتها وتعطشها المفرط للإجرام بحق المدنيين باستخدام الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية المحرمة دولياً من غير أن يعنيها إجرامها هذا إلا بقدر ما يشفي غلّها وغليلها بانتقامها القذر للنيل من الشعب السوري الذي بدد مشروعاتها العدوانية وأحالها إلى زوال.
غارات واشنطن الإجرامية المتواصلة بحق المدنيين في قريتي البوبدران والسوسة وقبلها الشعفة ومدينة هجين وغيرها من القرى والمناطق السورية أدت إلى استشهاد وإصابة مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء وتشريد المئات من الأهالي وتدمير المنازل ووقوع أضرار كبيرة في الممتلكات، وفي كل عدوان سافر يقوم به «تحالف» واشنطن توجه وزارة الخارجية السورية رسائلها المنددة بغارات هذا «التحالف» المفضوحة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن تطالبهما بـ«التحرك الجاد والفوري لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات»، لكن لا حياة لمن تنادي!.
في وقت يتصاعد فيه صراخ الدول الغربية المتآمرة ومن يسير في ركبها المشبوه في حال تحرك الجيش العربي السوري للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تعيث قتلاً وسفكاً للدم السوري وتدميراً لبناه ومؤسساته ونهباً وسرقة لمقدراته، وتتبجح أمام الرأي العام العالمي بأن «تحالفها» غير المشروع جاء «لأجل القضاء على الإرهاب»! فأي إرهاب تقصد؟ وعلى أي قواعد أخلاقية وقانونية تستند؟!.
على أي حال، واشنطن تتحمّل مسؤولية إرهابها وكل تحركاتها المفضوحة في دعم التنظيمات الإرهابية للنيل من صمود الشعب السوري وأمنه واستقراره، وإن بقيت عاجزة عن ثني الدولة السورية عن أولويتها في مكافحة الإرهاب وإسقاط مشروعاته العدوانية وكيلاً وأصيلاً، وتطهير كامل الجغرافيا السورية من براثنه، وإعادة الأمن والاستقرار إليها لمتابعة مسيرة النهوض والبناء والتقدم والازدهار.
waddahessa@gmail.com
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.