«إنه على حق، فالعالم خطير ودائماً ما كان كذلك، لكن استسلامه للقتلة سيجعل العالم أكثر خطورة», هكذا علقت هيئة تحرير صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية أمس على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة التي دافع فيها ضمنياً عن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان واصفة إياها بـالعمى الاستراتيجي.
وقالت هيئة تحرير الصحيفة في مقال لها أمس: قصة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي ليست قصة يوزن فيها الاهتمام بحقوق الإنسان مقابل الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك، إذ إن ما يعتبره ترامب واقعية سياسية قاسية هو هجوم خطر على المصالح القومية الأمريكية في الواقع.
ورأت الصحيفة أن تبريرات ترامب مخادعة؛ لأنه ضخم من حجم الأعمال التي توفرها السعودية بالولايات المتحدة، وسقط في فخ التملق الملكي وسمح بحماقة لنفسه بالكذب, مضيفة: لقد فشل في رؤية أن السعودية أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة من العكس، وتجاهل حقيقة واضحة هي أن كل عمل كبير قام به ابن سلمان أضر بالمصالح الأمريكية.
ودللت الصحيفة بالعدوان الكارثي الذي يشنه ابن سلمان منذ نحو أربعة أعوام على اليمن, مشددة على أن عمى ترامب الاستراتيجي أعمق من مجرد سوء قراءة للتحالف مع السعودية، إذ إنه يقوض الفهم الأساسي الذي ميز الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية تحت رئاسة كل من الجمهوريين والديمقراطيين.
وحذرت الصحيفة من أن نتيجة مسار ترامب لن تمثل تنازلاً أخلاقياً فحسب، بل خفض للرفاه الدولي أيضاً، إذ لن يكون أي ركن من أركان العالم آمناً, مؤكدة أن معاداة أمريكا ستنمو، بينما يرى الناس حول العالم أنها تمارس السلطة لدوافع أنانية بحتة، وستجد الدول بدائل للدولار الأمريكي بدلاً من قبولها له كعملة دولية، ومع انسحاب الولايات المتحدة من دعم الديمقراطية والاستقرار والتنمية سيستعيد القراصنة الممرات البحرية، وسترتفع نسب الفقر والهجرة الجماعية، وستتبع ذلك زيادة بممارسات الإرهاب والتطرف.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول: على ترامب أن يفهم أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية لا يمكن أن تعتمد على شخص واحد، لكن هذا الرئيس لا يفهم أياً من ذلك، ولذا يقع على عاتق «الكونغرس» اتخاذ القرار، إما باتباعه في طريق الواقعية الزائفة أو بتبني موقف الدفاع عن القيم والمصالح الأمريكية.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.