وجهة نظر.. هل يمكن الحدّ من عدوانية واشنطن؟

ما تظهره الولايات المتحدة من ممارسات مشبوهة، ليس عودة عن وعد قطعته أبداً، وإنما رجوع إلى الحقيقة الشيطانية التي تتلبس سياساتها العدوانية المعهودة والتي قنعتها بأقنعة متعددة لغايات سيئة تضمرها إلى أن يحين لها الوقت والمجال لإخراجها من جحرها، ويخطئ من يظن أن واشنطن التزمت بأمر قطعته على نفسها لا يحقق أهدافها وأطماعها، وهي إن اضطرت لأمر ما، تعلنه ليس التزاماً وإنما مناورة ريثما يتسنى لها ما تصبو إليه، وبكل بساطة تتخلى عنه حالما اقتضى أن يحقق لها هذا التخلي ما ترمي إليه!.
في كل يوم، تطلق الولايات المتحدة تصريحات متعددة بمختلف الاتجاهات، بعضها يكون بخصوص ما يجري في سورية، لغايات تخدم أجنداتها وأهدافها، إن كان للتهدئة حيناً في حال خرجت الأمور من يدها، أو للتصعيد في أحايين أخرى، لتأزيم الوضع وإطالة أمده، وفي ظل ما حققته الدولة السورية من انتصارات على الإرهاب وداعميه، قلبت الموازين لمصلحتها ضد قوى التآمر ورأس حربتها الولايات المتحدة التي أثار جنونها اندحار مشروعها العدواني، فعمدت إلى المراوغة وتحريض دعايتها الرخيصة لتبلغ ذروتها علّها تجني بعضاً مما سعت إليه في عدوانها المتكرر على الشعب السوري بإرهابها وكيلاً وأصيلاً!.
لم تقنع الولايات المتحدة بزعمها أن «تحالفها» اللاشرعي والعدواني تأسس لمكافحة الإرهاب وتنظيماته الإجرامية أحداً، لأن ما يظهر على الأرض يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن لها اليد الطولى في إيجاد تلك التنظيمات وتدريبها ودعمها لوجستياً واستخباراتياً وسياسياً وإعلامياً، ناهيك عن دفاعها المستميت عنها لبقائها وتحريكها بمختلف الاتجاهات وإعطائها الأوامر لشن هجماتها الإجرامية بما يخدم مخططاتها العدوانية، وفي الوقت نفسه، تتخذها ذريعة لبقاء «تحالفها» المشبوه أطول مدة على الأرض السورية والذي يرتكب كل يوم جرائم بحق الشعب السوري يندى لها جبين الإنسانية، وكل ذلك لأجل أهداف قذرة باتت معروفة للقاصي والداني.
بطبيعة الحال، ما أفرزته الحقائق والوقائع تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تتراجع يوماً عن أهدافها العدوانية، لكنها، وفي حال لم تستطع تحقيقها، تفعل أي شيء سواء بالمناورة أو المراوغة، وإن لم تستطع تعاود الكرة مرات ومرات من أجل الوصول إلى مبتغاها بما تقابل كل ذلك من أفعال إجرامية يكون وقعها كارثياً مالم يوضع حد لها ولسياساتها العدوانية الأحادية على العالم، فهل يمكن وضع حد لعدوانيتها المعهودة؟.
waddahessa@gmail.com

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the وجهة نظر.. هل يمكن الحدّ من عدوانية واشنطن؟ on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.