يحاول رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذر الرماد في العيون من خلال خطوته الأخيرة في شمال فلسطين المحتلة قرب الحدود الفلسطينية مع لبنان والمسماة «درع الشمال» والهادفة حسب الإعلان الإسرائيلي كشف أنفاق مفترضة للمقاومة اللبنانية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يضع الداخل الإسرائيلي هذه الخطوة في سياق تهرب نتنياهو من استحقاقات داخلية لابد أن يدفع أثماناً لها سواء في الائتلاف الحكومي المهدد بالانهيار بعد انسحاب الصهيوني البغيض وزير الحرب أفيغدور ليبرمان ودعوته لانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة جديدة، إضافة إلى ملفات فساد نتنياهو التي تلقي بظلالها على مصداقيته الداخلية.
الخطوة الإسرائيلية الجديدة ربما هي غطاء لتنفيذ ما تحضر له «إسرائيل» في شمال فلسطين المحتلة وآخر ما يمكن أن يصدم هو الخداع الإسرائيلي، فالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان هدفه المعلن حماية المستوطنات الإسرائيلية في الجليل من خطر صواريخ الفدائيين آنذاك لكن الهدف الحقيقي كان إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان والسيطرة على مياه الجنوب اللبناني وإنهاء الدور السوري المساند للبنان وكان السبب المباشر الادعاء بمحاولة اغتيال سفير الكيان في لندن.
أسباب كثيرة لدى «إسرائيل» في هذه المرحلة كي تخشى منها وراء الخطوط الشمالية، فالوضع الميداني في سورية حسم لمصلحة الجيش العربي السوري وبات الانتصار محتماً لمحور المقاومة وبالتالي فشل المخطط الصهيو- أمريكي المدعوم إقليمياً لتقسيم المنطقة والوضع اليوم ليس معقّداً بالنسبة لـ«إسرائيل» فحسب، بل مختلف تماماً والمقاومة في لبنان ليست مجرد « فدائيين» متسلحين بحب فلسطين، بل أصبحت قوة ضاربة محكمة التنظيم والتسليح عظيمة الإرادة و«إسرائيل» تعي ذلك وقد اختبرت طعم الهزيمة في عدوان تموز عام 2006.
سفر نتنياهو إلى بروكسل للقاء مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي ليس لطمأنته حول سير عمليات الحفر على الخطوط الشمالية لأنها آخر اهتماماته، بل لإطلاعه على الأهداف الكامنة وراء العملية وما تخطط له «إسرائيل».
ومهما كان هدف العملية وأبعادها، فحزب الله يعي جيداً مراوغة «إسرائيل» وهو المتمرس في خذلانها وليّ ذراعها وهو يراقب أدق التفاصيل وسيُفشل العملية ويلحق العار بنتنياهو كما سابقيه.
Posted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.