لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أخباراً ومعلومات صادرة عن الجهات المختصة بالقبض على عصابات أو أشخاص قاموا بتهريب مواد محظورة مثل المخدرات وغيرها، وضبط كميات كبيرة من هذا السم الزعاف..!
نسمع قصصاً عجيبة وأخباراً غريبة لا تسرّ بال أحد عن انتشار آفة المخدرات في مجتمعنا، ولاسيما بعد ويلات الحرب اللعينة على بلدنا، وما أفرزته من درنات اجتماعية تفتك بالنسيج المجتمعي أولاً وتستنزف خيراته وثرواته الاقتصادية ثانياً، ونتألم عندما تطلق وزارة الصحة صيحتها بأن انتشار المخدرات زاد بين أوساط المراهقين وطلبة الجامعات، وهذا يعد تدهوراً خطيراً يستوجب أخذ الحيطة وتأمين كل مستلزمات المعالجة إزاء تبعات وباء فتّاك يحوّل حياة المجتمعات والعباد إلى جحيم لا يوصف.. فالمتابع يصاب بالذهول عندما يسمع أن الوباء فعل فعلته بين جيل المراهقين هؤلاء، جيل مفرزات العولمة الخادعة بغفلة من الأهل، وفي ظل قصور الجهات الاجتماعية المسؤولة عن متابعة آفات مجتمعية قاتلة كتلك ومعالجتها…!
كما الجميع كنا نصدق الشعارات الحمائية الرسمية التي كانت تردد أن مجتمعنا في مأمن من هذا الوحش الكاسر، وتغنيها بين الحين والآخر بأن بلدنا سليم معافى، وإن وجدت كميات فهي قليلة وتكاد لا تذكر، لكن أن يعلن بعض الوزارات المختصة بالصحة والسلامة أن هناك وقائع ومشاهدات ومعالجات، فهذا يدل وبوضوح تام على أن الوباء متغلغل وسط جيل باتت الأمواج تقذف به شرقاً وغرباً، وهذا يدفعنا إلى ألا نعير كلام بعض جهاتنا بأن بلدنا بلد مرور كبير الاهتمام، فذلك الكلام المطمئن ما عاد صالحاً للاستهلاك المحلي، بوجود ما نسمع ونلحظ ونقرأ من ضبوط للجهات بشأن انتشار المخدرات وسواها بين أوساط أبنائنا!..
وباء قاتل ومخدر، ونأسف لكل القيم والسلوكيات المجتمعية التي يتحلى بها مجتمعنا، يغزو بيوتنا وبعض منشآتنا التنويرية في غفلة ممن هم في موقع المراقبة والمحاسبة، أبناؤنا ضحية سلوكيات عابرة، فاحذروها وراقبوا، فبالدعاء والتمني وحدهما سينزلق جيل في أتون آفة تأكل كل شيء، وتحول الحياة إلى بؤس قاتل، لابدّ من التصدي والحسم والمراقبة الحثيثة…!
اليوم بدأت الصيحات صريحة وواضحة، تقرّ بوجود سرطان خطير، يوجب على الجهات المعنية وشرائح الشعب الوقوف بصلابة في مواجهة هذا البلاء.. فماذا أنتم فاعلون..؟!!
The post وباء فتّاك appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.