تواصل الجهود والمساعي السلمية للتوصل إلى تسوية سياسية في سورية هو العنوان الأبرز لقمة الدول الضامنة لمسار «أستانا»، والتي تصر، من خلال مخرجات لقاء سوتشي الرابع الذي جمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا، على تسارع الخطا لإنهاء الأزمة وتسريع الحل السياسي مع ضمان احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
فقمة سوتشي المومأ إليها، حثت على تضافر الجهود وتكثيفها للقضاء على الإرهاب ودعم المصالحة الوطنية والحوار السوري- السوري وتهيئة الظروف لعودة المهجّرين إلى منازلهم وإطلاق عمل اللجنة الدستورية في أقرب وقت، وناشدت المجتمع الدولي بتفعيل دوره والعمل بشكل موضوعي بعيداً عن أي تسييس من أجل مساعدة السوريين على إنهاء الأزمة، وذلك من خلال استمرار مكافحة الإرهاب وعودة الأراضي كاملة إلى سيادة الدولة السورية، ورفض كل محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض بذريعة محاربة الإرهاب، وعدم القبول بأي مخططات انفصالية تهدف إلى نسف السيادة ووحدة الأرض.
القمة الرابعة للدول الضامنة لمسار «أستانا»، والأولى بعد إعلان أمريكا عن سحب قواتها من الأراضي السورية، أظهرت توجسها وشكوكها من النيات الأمريكية بخصوص الانسحاب، وتدخل واشنطن السافر في شؤون سورية الداخلية وممارساتها العدوانية اليومية بحق الشعب السوري، بما يعنيه من وضع حد للانتهاكات الأمريكية، والدفع باتجاه سحب القوات الأمريكية من سورية، وفسح المجال لدخول القوات السورية دون سواها إلى تلك المناطق مع ضمان عودة كل الأراضي إلى سيادة الدولة بما فيها إدلب.
تركيا الضامنة للتنظيمات المسلحة والتي تنصلت مراراً من التزاماتها السابقة فيما خص إدلب، معنية اليوم بإثبات التزامها بما تمخضت عنه قمة سوتشي الأخيرة، لكن كل الوقائع على الأرض تؤكد أن النظام التركي ماض في تضييع الوقت والبقاء داخل دوامة ما اقترفته يداه، وهو تالياً عاجز عن الخروج من المأزق الذي وضع نفسه والمنطقة فيه بسبب رعايته للإرهاب وعدم قدرته أو رغبته بقصقصة أجنحته.
بطبيعة الحال، يبقى الالتزام التركي في الملعب الروسي والإيراني، فهما على دراية كاملة بالمواقف التركية الراعية للإرهاب والمعرقلة للاتفاقات والمساعي السلمية، فهل سيلتزم التركي، أم أن إجراءات أخرى ستتبع لإلزامه بالقيام بما اتفق عليه؟
waddahessa@gmail.com
The post المراوغة التركية! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.