التوصيف اختلاسات.. سوء ائتمان وظيفة والتوصيف الأدق سرقة مال عام إذا ما كانت الأخبار المتناقلة صحيحة وفق تحقيقات أولية في قضايا فساد المكان.. الجمارك العامة.
(بطل القصة) موظف برتبة صغيرة يقال إنه متوارٍ عن الأنظار وما إن ( اشتم رائحة التحقيقات وقد زكمت أنفه) حتى أدار ظهره وهرب بكل خفة ورشاقة وبالتأكيد الأموال التي سرقها سبقته إلى أحد البنوك المجاورة القريبة.
بالمناسبة ليست المرة الأولى ولم تمضِ سنوات قليلة على فضيحة مدوية في استغلال المال العام ومسرحها الجمارك أيضاً وللأسف أن المصادفة هي التي كشفتها وليست التحقيقات ولا الرقابة «ويا محاسن الصدف».. على الأقل فضيحة اليوم- وبطلها الهارب- ناجمة عن تحقيقات الرقابة وإن كان البطل الهارب قد سبقها بجَملهِ وما حمَله.
ضخامة الأرقام للأموال المسروقة تدل على البيئة الخصبة وإلا لما كنا سمعنا ولمسنا كيف يشتري البعض وظيفة في الجمارك بمبالغ كبيرة، ولم يعد يخفى على أحد ذلك.. يكفي أن تنظر إلى بعض موظفي الجمارك لتشعر بالغبن مقارنة بوظيفتك، علماً أن القانون الذي ينظم عمل العاملين في الدولة واحد.
في حادثة اليوم لن نشكر المصادفة إنما التحقيقات في ملفات فساد هي التي اكتشفت الجريمة ولكن السؤال المطروح هو: إن صحوة الرقابة دائماً ما تأتي متأخرة بعد أن يكون الفأس وقع على رأس خزينة الدولة، ما يثير العديد من الأسئلة عن جدوى الرقابة ودورها والذي يأتي كمن يضع العربة أمام الحصان لتجره بدل أن يجرها فيقع المحظور ويدفع للسؤال: ماذا عن الرقابة الاستباقية التي تجرى من قبل الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش التي يجريها مفتشون بشكل سنوي على الحسابات المالية ومختلف نشاطات المؤسسات والشركات العامة والتي تكون في الغالب أشبه بالعمل الروتيني؟ علماً أنه يفرّغ للمفتش غرفة وسيارة توضعان تحت تصرفه لتخديمه من دون أن نسمع عن قضايا مهمة أو اختلاسات يتوصل إليها من خلال عمله.. ما يبقي العملية الرقابية في إطارها الروتيني ولنسمع بعد حين بالمصادفة مثلاً وقوع قضايا اختلاسية من العيار الثقيل.
أفيدونا يارعاكم الله لنعيد الثقة للمواطن باجراءات حقيقية وفاعلة تحافظ على المال العام كي لا يبقى الأبطال متوارين عن الأنظار.
The post غزل عالناعم الرقم 4 مليارات ليرة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.