أشارت استطلاعات الرأي التي أجريت في مخيم الركبان مؤخراً إلى أن 95% من قاطني المخيم يرغبون بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجّرهم الإرهاب منها.. وعلى الرغم من الجهود السورية – الروسية الهادفة إلى إعادة هؤلاء إلى مناطقهم التي باتت آمنة فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعرقل هذه الجهود كما تمنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المخيم الذي يعيش المهجرون فيه ظروفاً هي الأسوأ في تاريخ النزوح البشري.. ما يشير مجدداً إلى أن القوات الأمريكية الموجودة في منطقة التنف بشكل غير شرعي لا تهدف إلى محاربة «داعش» والمنظمات الإرهابية الأخرى بقدر ما تهدف إلى الاستثمار في الأزمات وتحويل المهجرين إلى وسيلة للابتزاز وإلى تأخير الحل السياسي للأزمة في سورية.. ولاسيما أن ما يجري في مخيم الركبان يمكن تعميمه على كل مخيمات المهجرين السوريين في تركيا وغيرها الذين يخضعون لكل أنواع الضغوط لمنعهم من العودة إلى مناطقهم التي تحررت من الإرهاب.
لقد تابعنا خلال الأشهر الأخيرة عشرات القوافل التي أعادت آلاف المهجرين من لبنان والأردن والتسهيلات التي تقدمها الدولة السورية لهؤلاء وأحاديثهم عن رغبة معظم المهجرين بالعودة إلى وطنهم لكن حملات التضليل السياسية والإعلامية، والضغوط الأمريكية على الدول المضيفة، وكذلك الإصرار التركي على المتاجرة بالأزمات التي يعانيها اللاجئون السوريون في تركيا بغية تسويق إقامة (المنطقة الآمنة) خارج إطار الشرعية الدولية وبما يتناقض مع الواقع الميداني الذي حاصر الإرهابيين وداعميهم.. كل ذلك لا يزال معرقلاً لعودة السوريين الطوعية إلى بلدهم.
لقد انكشفت كل خيوط المؤامرة على سورية، وهزمت أدوات الإرهاب الأمريكي – الإسرائيلي على الشعب السوري، وبالتالي فإن عودة اللاجئين وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وتعافي الاقتصاد السوري، ومعالجة الجراح التي تركتها الأزمة هي أولويات تعمل الدولة السورية على تنفيذها رغم كل ما تفعله منظومة العدوان لعرقلة تلك الجهود.. وكما فشلت جهودهم الإرهابية المباشرة ستفشل خططهم (الابتزازية) وبأسرع مما يتوقعون.
The post مخيم الركبان وابتزاز الأمريكان! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.