من المسائل التي لاتزال شائكة وتشكل إحباطاً وتهميشاً، مسألة تعيين أشخاص في مناصب وأماكن لا يستحق أحد منهم أن يظفر بها، فلا أسس ولا معايير ولا أي التفات لأي من الكفاءة والجدارة القيادية، فالكثيرون ممن يحظون بمناصب لا يستحقونها أبداً وصلوا إليها عبر الوساطات والولاءات, وصاحب الوساطة الأثقل يكون الأوفر حظاً..!
لا نتعامى عما يجري، ونتغافل عن بعض التعيينات لبعض المديرين أو ممن هم أكثر وزناً بقليل، فالاختلالات موجودة وتستدعي إعادة النظر بها من جديد حتى تستجيب لتطلعات الموظفين، ولاسيما أصحاب الكفاءات منهم، وما أكثرهم تطفيشاً من بعض الإدارات.
معايير ومفاتيح التعيينات الإدارية لم تصل بعد إلى ذاك المستوى الذي يحقق النجاح والنزاهة والإبداع، فللأسف المقاربات التي تجاوزها الزمن هي المسيطرة، وهي ذاتها قد نفسر بها فشل أشخاص استلموا مراكز إدارية وإنتاجية عبر ولاءات ووساطات ألحقت سيلاً من الإخفاقات ومرت مرور الكرام بلا محاسبة أو عقاب، والأنكى أو المستغرب حقاً أن هناك بعض المديرين المركزيين لبعض الإدارات أسندت لهم مهام ومسؤوليات إدارة بعض المؤسسات أو الشركات سنوات وتم إعفاؤهم من مناصبهم، لنفاجأ بعودتهم الميمونة مجدداً إلى دائرة استلامهم مراكز ومسؤوليات من جديد..!
إنه أمر مستهجن حقاً، فالشخص أو المسؤول إذا كان ناجحاً ومواظباً لماذا يتم إقصاؤه..؟! وبعد سنوات نتذكره ونعيده للواجهة..! هل ماتت الكفاءات ولم يعد لدينا من كوادر تستحق قيادة مفاصل مهمة..؟ أم إن الولاءات والمحسوبيات هي العقلية المتبعة في تعييناتنا الإدارية..؟! والأمرّ إعادة أشخاص لم ينجحوا في مسيرة قيادتهم ليتولوا قيادة أخرى في مكان آخر…!!
مثل تلك المسائل تصيب البعض ممن يتسلح بالمقدرة والكفاءة بمتلازمة الانتقاص الذاتي بسبب تراكمات التهميش وعدم الإشراك في إسناد مسؤوليات لبعضهم، فالمعايير التي نحتاجها اليوم -وقد يكون من ضرب الخيال اتباعها- هي معايير حديثة هدفها بث الطاقة الإيجابية في محيط أعمالنا، وتحفيز العمل وإسناد دور مهم للكفاءات المؤهلة والأرفع خبرة وأكاديمية وعمقاً مهنياً، ونبتعد كلياً عما يتعارض مع ذلك..!
The post مكافأة أم كفاءة؟! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.