الاقتصاديات التي حققت نهضة تنموية كبيرة في بعض الدول ارتكزت على مقومات النهوض بالمنتج الوطني عبر طرائق تشجيعه ودعمه وحمايته, هذا المنتج المحلي ركيزة تطور الاقتصاد, لما له من فوائد جمة تنعكس آلياً على الحياة ومعيشة المجتمع.. لكن هل توافرت كل مقومات نجاح المنتج المحلي ليأخذ حيزه المنظور ويكون خياراً تنموياً شاملاً, ويكون تالياً بديلاً بجدارة عن كل ماهو مستورد.. وماذا عملت الجهات المعنية حيال «تسيد» المنتج المحلي على غيره من المنتجات..؟!
يبدو أن سيادة المنتج المحلي عبارة فضفاضة, وتحتاج العديد من الخطوات والإجراءات الناجعة, ليس فقط إطلاق النيات والتوجهات بشأن منتج يعاني ويكابد, ولم يفلح القائمون عليه ومشغلو المنشآت، ولاسيما الخاصة منها بلورة فكر إنتاجي صناعي متطور، بل ذهبوا لتحقيق مكاسب ربحية سريعة, لم يهتموا بالجودة ومقوماتها وبالأسواق ومدى ملاءمتها مع دخول واحتياجات المستهلكين, اختاروا أقصر وأسرع الطرق لتحقيق منافع ومكاسب سريعة على حساب الجودة أو ديمومة صناعاتهم, والظفر بنيل رضا الزبائن, فحصل ما حصل على صعيد عدم الثقة بالمنتج المحلي وضياع مرتكزاته, وتالياً من الصعب أن يعود ويحقق تلك المكانة التي تؤهله لكي يزيح «المستورد» ويعيد نوعاً من الثقة للمواطن..!
وحسب المؤشرات، ومن خلال متابعة أداء القطاعات الإنتاجية المحلية، يتبين أن القطاعات الإنتاجية لم تتمكن طوال السنوات الماضية من الوفاء باحتياجات الطلب المحلي، لذلك هناك اعتماد متزايد على الاستيراد، وتزايد فاتورة الواردات سنة بعد أخرى، لدرجة يمكن وصف ما حصل بالاستيراد العشوائي، مع ما ينجم عن ذلك من آثار سلبية وحادة في الأسواق وعلى جيب المواطن..
اختلالات كبيرة تحاول وتعمل الحكومة مع وزاراتها وأجهزتها المختصة الآن على تغيير العديد من الإجراءات أو التقاليد المتبعة وصولاً إلى رؤى جديدة تنقل المنتج المحلي إلى مصافٍّ عالية من الدعم والتطوير ليأخذ تلك المكانة, فالتحفيز والدعم وتشجيع المنتج الوطني وتوسيع القواعد الإنتاجية مهما كانت صغيرة, وتحفيز المشروعات القائمة والمخطط لها مع حزمة حلول للمنشآت المتعثرة كلها مسائل تسرّع وتائر العمليات الإنتاجية وتلبي الاحتياج بجودة وسعر نظاميين.
The post «تسيّد» المحلي appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.