التلطي خلف شعارات «الدفاع عن حقوق الإنسان» رغم أننا مع إعلاء شأن هذا العنوان إلا أنها أصبحت «حرفة سياسية» لكلِّ من يحاول الهروب من أزماته الداخلية ومن يدعي أن بيته الداخلي محصن، وهذا ما عاصرناه من كل الدول والأنظمة والمشيخات التي اعتدت على سورية سواء بالعدوان المباشر عليها أو بدعم الإرهاب فيها.
النظام التركي كان من أوائل من رفع شعار «الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان» كستار للعدوان على الدولة السورية أرضاً وشعباً، إذ إن رئيس النظام التركي رجب أردوغان صدع رؤوسنا وهو يحاضر «بالعفة الإنسانية» وضرورة حماية حقوق الإنسان في سورية ودول المنطقة، بينما حالة الشعب التركي تشي بأنه يعاني الأمرين بسبب سياسات أردوغان التعسفية بحقه والتي أوصلته حدَّ الفقر.
ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية، تصبح السحب المظلمة التي تظلل تركيا أكثر تلبداً إذ أصبحت لغة السياسة أكثر حدةً ولم يعد أردوغان ووزير داخليته يترددان في إلصاق تهمة الإرهاب بكل من لا يوافقهما الرأي في الداخل التركي، وبذلك صارت حلقة أعداء النظام في الداخل تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم.
وأضاف النظام التركي مؤخراً التجار وبائعي الفاكهة والخضراوات وأصحاب المحال إلى قائمة الأعداء فصار الكثيرون ينظرون إلى الأشخاص الذين يتعاملون معهم كل يوم أي إلى البقال وبائع الفاكهة والجزار باعتبارهم إرهابيين وخائنين للوطن، هذا عداك عن تصنيف الإعلاميين والصحفيين المخالفين لرأي أردوغان «بالخونة» وحتى آلاف العسكريين أيضاً وزجهم بالسجون، حتى تحولت تركيا إلى «دولة خوف»، كما وصفها عشرات الإعلاميين الأتراك مؤخراً.
يجري في تركيا اليوم العمل على ترسيخ نظام تمكَّن فيه الخوف، في ظل نظام اعتاد أن يُخضع الجميع للمساءلة، من دون أن يبدي أي اهتمام برأي أحد.
إذاً تركيا في عهد أردوغان أصبحت دولة خوف بالنسبة للشعب التركي وفيما لا يزال رئيس نظامها يحاضر «بالعفة الإنسانية» عندما يكون الحديث عن سورية والعراق وليبيا وغيرها بات العالم يدرك أن النظام التركي بالتشاركية مع نظام بني سعود الوهابي وكيان الاحتلال الإسرائيلي هم أصل بلاء المنطقة بالإرهاب وعدم الاستقرار ومعاناة شعوبها.
The post أردوغان و«دولة الخوف» appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.