لا يزال رئيس النظام التركي رجب أردوغان يراهن على الرقص فوق الحبال والتلطي وراء الوعود الكاذبة مع أنه يعلم جيداً أن حبل الكذب قصير.. وفي هذا السياق ومع التنكر لوعوده بإبعاد الإرهابيين عن مناطق خفض التصعيد وقبيل انعقاد لقاء أستانا الأخير باشر في تشييد الجدران على الأراضي السورية كأن تلك الجدران تجلب له الأمان الذي مزقه طوال السنوات الثماني السابقة بإدخاله مئات الآلاف من الإرهابيين ودعمهم بالمال والسلاح.
إن الأمن والأمان لتركيا ولدول الإقليم لا يمكن أن يتحققا من خلال بناء الجدران.. وحتى إن كانت تلك الجدران على الأراضي التركية، وأن من يريد الأمن لبلاده وللغير يجب عليه الالتزام بالمواثيق والعهود والكف عن دعم الإرهاب واحترام القانون الدولي الذي يؤكد على وحدة الأراضي السورية وعلى احترام السيادة.
لقد انكشفت أكاذيب أردوغان من قبل الجميع، بما في ذلك من قبل الشعب التركي ذاته، وهذا ما كشفته الانتخابات التركية الأخيرة التي جعلت المواطن التركي يحجب أصواته عن مرشحي حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه أردوغان ويخسر رئاسة بلدية اسطنبول مع أن المرشح الأردوغاني لهذا المنصب كان رئيس وزراء سابق.
إن حكومة أردوغان تطلب اليوم السماح لسيارات الترانزيت بالمرور عبر الأراضي السورية، وهي تعلم أن فتح الطريق الدولي من الحدود التركية وحتى الحدود الأردنية كان من المفترض أن يتم قبل أربعة أشهر وفق التعهدات التركية «الكاذبة»!.
إن من يبحث عن الأمن والأمان، وعن طرقات آمنة للترانزيت وعن حماية بلاده من تسلل الإرهابيين يجب عليه الإيفاء بالتزاماته، والتوقف عن بناء الجدران على أراضي الغير، كما يجب عليه الوقوف ضد الإرهاب والإرهابيين في أي مكان في العالم، وليس التعامل وفق مقولة «الخيار والفقوس» مع الإرهابيين.
لقد منحت سورية وحلفاؤها وقتاً طويلاً جداً لأردوغان كي يتوقف عن تردده المشبوه والإيفاء بوعوده لكن ذلك الوقت أشرف على النفاد وخاصة أن سورية وحلفاءها قد أعدوا العدة لقلب الجدران على رؤوس بانيها وقطع حبال الكذب التي يرقص عليها أردوغان وأمثاله.
The post أردوغان والتلطي خلف الجدران appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.