يعد معبر نصيب الحدودي من أكبر وأهم المعابر البرية في الشرق الأوسط، إذ تبلغ مساحته 2867 دونماً، وفيه أبنية للركاب والشحن والفعاليات الأخرى المختلفة، وساحات تقدر مساحتها بحوالي 280 دونماً، ووفقاً لما ذكره المهندس قاسم المسالمة- رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا جاء افتتاحه عام 1997 لاستيعاب حركة عبور وخروج الشحن الكثيفة بعد أن كان يغص بها معبر جمرك درعا القديم حينها، وكان يصل معدل خروج ودخول الشاحنات المحملة بالبضائع قبل الأزمة بالمتوسط إلى نحو 800 شاحنة يومياً، في حين كان يبلغ عدد الزوار والمسافرين من خلاله، في اليوم الواحد خلال فصل الصيف، إلى 15 ألف مسافر، إضافة إلى عبور المئات مما تسمى «تكسي صحبة مسافر أو بحارة» التي كانت تنقل- إضافة للركاب- الخضر والفواكه وغيرها من سورية إلى الأردن… وتشكل المنطقة الحرة السورية – الأردنية المشتركة المجاورة قيمة مضافة للمعبر لكونها تعد منطقة تجارية وصناعية فيها ما يقارب 100 معمل، وهي توفر ساحات للتخزين وإعادة التصدير كمنطقة تجارية، وتحتوي على مكاتب سيارات بالعشرات، لكن هذا المعبر بمداخله ومبانيه أثناء خروجه من الخدمة خلال سنوات الأزمة، ونظراً لوجوده في منطقة ساخنة حينها، تعرض لأضرار متفاوتة أدت إلى فقدان الإكساء بالكامل، وتخريب في جميع المباني الرئيسة والفرعية، وحدوث ضرر في منظومات الكهرباء والمياه والصرف الصحي ومكوناتها، وبعد التحرير وافتتاحه من جديد كان من الضروري إعادة تأهيل كامل فعالياته وبناه التحتية، بما يمكِّن من الاستغناء عن الغرف مسبقة الصنع التي تم وضعها إسعافياً ومؤقتاً لتأدية الخدمات الضرورية في المعبر، ليشكل التأهيل نقلة نوعية من خلال تأمينه مقرات ملائمة لأداء الخدمات على اختلافها بالشكل اللائق في هذا المعبر الحيوي.
وفي هذا الإطار أشار المهندس ماهر الراضي من مديرية الخدمات الفنية وأحد أعضاء جهاز الإشراف على أعمال التأهيل التي تنفذها مؤسسة الإسكان العسكري (الفرع 6) إلى أنه، بتوجيهات من الحكومة ومتابعة حثيثة ومباشرة من محافظ درعا، قطعت أعمال إعادة التأهيل مراحل متقدمة، فتم حتى تاريخه الانتهاء من كامل أعمال تأهيل مدخلي المعبر الشمالي والجنوبي بقيمة 81 مليون ليرة سورية، وكذلك الانتهاء من تأهيل مبنى الأمانة العامة للجمارك بقيمة 97 مليون ليرة، وتأهيل التصوينة والمستودع المعدني وتنفيذ الأعمال الميكانيكية لبوابات المداخل بقيمة 114 مليون ليرة، بينما أعمال تأهيل مبنى الصالة الرئيسة للقادمين والمغادرين البالغة قيمتها 215 مليون ليرة سورية بلغت نسبة إنجازها 95%, ومتوقع خلال شهر الانتهاء منها، علماً أن تأخر إنجاز تأهيل الصالة ناتج عن صعوبة ترميم واجهات الصالة الخارجية لعدم توافر نوع الغرانيت نفسه المستخدم سابقاً في السوق المحلية، والاستعانة عنه بنوع آخر مناسب، إضافة إلى سبب آخر يتمثل في قلة السيولة اللازمة لصرف كشوفات الأعمال المنفذة… وأوضح الراضي أنه تم إيصال الكهرباء إلى المعبر وجارٍ تركيب المحولات والشبكات لتغذية فعاليات المعبر، كما تمت تغذية المعبر بالاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت، كذلك دراسة إعادة تأهيل مبنى سكن العاملين في المعبر ومباني الحَجْر الصحي والبيطري الزراعي والمظلات البيتونية فوق المداخل، والتكييف والتبريد لتتم الأعمال حين إقرارها في مراحل لاحقة. تجدر الإشارة إلى أن هناك اهتماماً ومتابعة من المحافظة لتأمين وتيسير دخول المهجرين العائدين من مخيمات اللجوء في الأردن إلى أرض الوطن، حيث تقوم مديرية الخدمات الفنية بتوفير آليات تقلُّ أولئك العائدين وأمتعتهم إلى منازلهم فور وصولهم.
The post أبرزها صالة المسافرين ومبنى الجمارك والمداخل appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.