باتت الجور الفنية النفوذة والمستخدمة منذ عشرات السنين في منطقة الكوم، ولاسيما المنطقة الممتدة من طريق الكوم حتى طريق السهوة، بمنزلة الشبح البيئي الملازم لقاطني هذه المنطقة نتيجة لتسرب المياه الملوثة نحو منازل المواطنين والأراضي الزراعية، علماً أن الواقع المزري يطول نحو ١٨٠٠ منزل.
طبعاً هذا الواقع الذي بات مفروضاً على الأهالي هناك دفعهم للمطالبة بتنفيذ شبكة للصرف الصحي في هذه المنطقة، مازالت على ما يبدو حبراً على ورق.
رئيس مجلس مدينة السويداء المهندس بشار الأشقر قال: فعلاً هناك مشكلة بيئية في هذه المنطقة وتنفيذ خط للصرف الصحي وارد في خطتنا لهذه السنة، إذ تبلغ تكلفة المشروع نحو ٢٥٠ مليون ليرة سورية، علماً أن الخط بطول ٥ كم ولكن لتنفيذه نحتاج إعانة مالية، مضيفاً أنه تم تقديم دراسة فنية لمحافظ السويداء عن هذا الخط الذي بدوره قام بمخاطبة اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة المشاريع على ساحة المحافظة، ونأمل أن نحصل على هذه الإعانة للمباشرة بتنفيذ المشروع.
في حين صيحات الاستغاثة التي أطلقها ولم يزل يطلقها شفهياً ويسطرها خطياً أهالي قرية الثعلة جراء التسرب الحاصل لمياه الصرف الصحي في وادي الثعلة المار وسط قريتهم.
إذ لا تزال هذه المشكلة البيئية تشكل هاجساً مقلقاً لأهالي القرية نتيجة لما تحمله معها من أضرار وأخطار صحية على البشر والبيئة، فبحسب شكوى الأهالي عبر «تشرين» فقد تحول وادي الثعلة إلى مجرى دائم للمياه الآسنة القادمة من خطوط الصرف الصحي لمدينة السويداء، كما تحول سد الأصلحة إلى سدة تجمعية لتلك المياه، ما أدى إلى خروجه من الاستثمار وخاصة أن حجمه التخزيني من هذه المياه وباعتراف مديرية الموارد المائية حوالي ٣٢ ألف م3، علماً أن هذا السد تم إحداثه في ستينيات القرن الماضي بغية سقاية المزروعات.
ويضيف الأهالي في شكواهم: إن مرور هذا الوادي وسط القرية أحدث واقعاً بيئياً سيئاً للغاية، فالأهالي لم يعد بإمكانهم فتح نوافذ منازلهم بسبب انتشار البعوض والذباب، وتالياً مرغمون على استنشاق الروائح الكريهة.
وأصبحت هذه المعاناة ملازمة للأهالي ليلاً نهاراً، إضافة إلى الأضرار التي تلحقها المياه بالمزروعات جراء غمرها لقسم من الأراضي الزراعية ولاسيما الواقعة على جانبي الوادي، والمسألة المهمة التي تنطوي على مخاطر صحية، هي قيام عدد من أصحاب الأراضي الواقعة غرب مدينة السويداء بسقاية مزروعاتهم من هذه المياه الملوثة، وبالطبع هذه المشكلة البيئية ليست وليدة اليوم بل أبصرت النور منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ولكن الحلول كانت ومازالت مجرد وعود.
«تشرين» تواصلت مع رئيس بلدية الثعلة لؤي خضر بخصوص شكوى الأهالي، وقال: بالفعل هناك مشكلة بيئية على ساحة القرية مردها تحول هذا الوادي إلى مصب دائم للمياه الآسنة، مضيفاً: إن الحل الوحيد هو بإحداث محطة معالجة غرب مدينة السويداء، وحالياً نقوم بحل إسعافي وهو رش مجرى الوادي بالأدوية، وهو مكلف للغاية ويحمّل البلدية أعباءً إضافية لذلك نتمنى من المحافظة زيادة مخصصات البلدية من المازوت والأدوية لزوم رش مجرى الوادي الذي تحول إلى بيئة خصبة للحشرات الضارة، يضاف إلى ذلك الروائح الكريهة التي باتت مقلقة لراحة الأهالي ليل نهار.
The post أهالي «الكوم» في السويداء غير مخدمين بالصرف الصحي.. و في«الثعلة» ينامون على لسع الحشرات ويستفيقون على الروائح الكريهة! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.