بينما تسرع استبيانات الرأي لاختيار (الأفضل) في الموسم الدرامي الرمضاني 2019 يبدو نجم الموسم الحقيقي، في المحصلة، هو المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، بقدامى خريجيه والجدد منهم، فالكثير منهم لا كلهم، كانوا يصنعون القيمة والدهشة فيما أنتج هذا العام.. وقد بدا واضحاً أن الموهبة تحتاج عمقاً بالضرورة لتثبت ديمومتها وثبات حضورها على مدار المسلسل، مهما انخفض توتر حدثها الدرامي أو ارتفع.
لا يستنسخ خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية، حضورهم في التلفزيون من مسلسل إلى آخر، ربما تأسرهم نمطية بعض الشخصيات التي يجدون أنفسهم محاصرين بها، نتيجة قصور إخراجي أو حسابات إنتاجية، ولكن ما إن تتاح لهم الفرصة حتى يثبتوا قيمة المعدن الأصيل في أدائهم، انظروا كيف تقدم «أحمد الأحمد» في «حرملك» ليتجاوز قائمة طويلة من نجوم الصف الأول، فنياً وإنتاجياً، ويتصدر المشهد ويخطف الأضواء من الجميع، ولنتأمل كيف أثبت «خالد القيش» في «دقيقة صمت» أن ثوب الدور الأول يليق به, وأن خريج المعهد الموهوب حصان رهان رابح.
هنا لا نقول إن القادمين إلى مهنة التمثيل من خارج المعهد عاجزون عن تحقيق التعبير الصادق والمؤثر ذاته، يكفي أن أتحدث عن حضور «كاريس بشار» المختلف هذا العام (وكل عام) ليسقط أي تعميم يمنح خريجي المعهد الأفضلية المطلقة بتميزهم، أو يقلل من قيمة من لم يدخلوه.. ولكنني أرى أن الدراسة الأكاديمية حين تدعم الموهبة الفنية، تقلل المسافة بين الممثل وشخصيته، وتمنحه قدرة أكبر وأسرع على التحليل السيكولوجي لها، وتملّكه غنىً بالأدوات والأساليب المجربة لمحاكاتها، لذلك, يستطيع الممثل الموهوب الأكاديمي، في أي وقت يسنح له، قلب الطاولة على أي صورة ذهنية عنه، إذا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً… وذلك ما يجعلني أثق بأن جائزة الأفضل في هذا العام، وكل عام، هي لأساتذة المعهد منذ تأسيسه وحتى اليوم.
The post المجد.. للمعهد العالي! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.