المخيلة هي «سفرطاسات»، أو «مطبقيّات» حسب التسمية المعربة للكلمة، ونستطيع اكتشاف المرء من سلوكه إذا ما كانت «سفرطاساته» «محشيّة» «بالأكل البايت»، أو عندما لا يداوم على جليها باستمرار لكي تبقى برّاقةً نظيفةً «خلنج».. فـ«السفرطاسات» المسطّرة داخل المخيلة تتحكم بسلوك البشر، ومن هذا المنطلق قال أجدادنا الخبراء عن فلان من الناس: «إن رأسه محشوّ بالتبن»، أو «إن مخه مثل صبّة الباطون»، فالسبب عائد على الأغلب إلى «السفرطاسات» الموجودة في مخيلته وما تحتويه من نفايات أو «أكل معفّن» أو طعام «تازة»، وربّ امرئ عرف قدر «سفرطاساته» فوقف عنده، فلم يتورط بالدعوة إلى عزيمة تكشف «الخمير والفطير» في «سفرطاس» جمجمته، ولذلك، يقولون أيضاً «خلوا الطابق مستور»، أي دعوا «المطبقيّات» مسكّرة ولا تفتحوها إذا لم تتأكدوا من أن الرائحة الزكية سوف تهب عليكم من كل حدب وصوب!. ومن هذا الباب أيضاً يصفون حديث بعض الأشخاص بـطبخة البحص، فالأمر عائد بالتأكيد إلى «سفرطاس» رأسه الذي تتراكم فيه الرسوبيات ويعاني التكلس بسبب قلة التنظيف والتعبئة بالأكل الطيب، ولهذا السبب أيضاً كانت النصيحة تقول «صوموا تصحوا» لكي يتسنى للمرء تقويم «سفرطاساته» بشكل جيد فلا تحقنه «واعاته» بالكوليسترول والشحوم الثلاثية فيصبح أمام الآخرين مثل الجلطة إذا تكلم أو تصرّف أو طلعت «ريحتو».. «كشّ برا وبعيد»!.
لا تخففوا من شأن العناية بـ«السفرطاسات» أيها السادة، حتى على صعيد الكتابة والحديث وحسن التصرف، نستطيع اكتشاف الشخص عندما تكون «سفرطاساته» ممتلئةً «بالجلاميط» الثقافية و«مرقة» القراءات الفاسدة، بل إن النقّاد الحاذقين عندما اكتشفوا هذه القاعدة، قالوا للكاتب الذي «يحجل حجلاً»: «يا أخي روح زبط سفرطاساتك» قبل أن تجلدنا بعزيمة نقدية أو أصبوحة شعرية أو ندوة «بطقّة الحمى».. «الله لا يورجيكم»!.
عليكم بالـ«سفرطاسات» أيها السادة، خذوها إلى مبيّض الطناجر، وقولوا له: يا أبا عامر.. «بدنا ياها ترجع تلمع متل الألماسة»… «يا آآآسي»!.
The post «سفرطاسات»..! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.