لن أتكلم عن نوع الطائرة الشبحية التجسسية الأمريكية (آ- كيو-4-غلوبال) التي أسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية، ولا عن تكلفتها (170)مليون دولار، ولا عن مكان انطلاقتها (الظفرة)، ولا عن المنطقة التي أسقطت فيها (محافظة هرمزكان)، ولا عن الارتفاعات التي اصطادتها أعين الصقور الإيرانية (50) ألف قدم، ولا عن تفكيك صندوقها الأسود وشيفرة أسرارها المرعبة.. ولا عن قائمة الأهداف المرصودة من قبل (غلوبال) وأهميتها.. لأنها أشبعت بالتحليلات حتى بات المبتدئ في علم السياسة يعلم أن فخر إنتاج المجمعات العسكرية الأمريكية يراق ماء وجهه في الأجواء الإيرانية, وإنما سوف أستعرض نقطة لا أدعي أنني اكتشفتها وإنما لكي أسلط الضوء عليها وأترك للقارئ الحكم.
تداولت صور الأقمار الصناعية نبأ وجود طائرة مدنية أمريكية في حرم الطائرة الشبحية المسقطة وعلى متنها (35) مدنياً، وهذا يدفعنا للتساؤل: هل القيادة الوسطى الأمريكية (في الخليج) المدججة بأعظم وأقوى الرادارات والأقمار الصناعية التي ترصد دبيب النملة على الأرض.. لا تعلم بوجودها؟ أم إن الغرفة علمت وتعلم بمصادفة الطائرتين المدنية مع التجسسية في الوقت والمكان ذاتهما.. ولكن بعد فوات الأوان؟.. أم إن غرفة العمليات هي من خططت لوجود الطائرتين معاً، لتكون المدنية طعماً للدفاعات الإيرانية ولكي تغطي على نجاح مهمة الشبحية، أم حتى تدفع الإيراني لإسقاطها، وفي الوقت ذاته تقوم الشبحية بتصوير الحادثة وتوثيقها لاستثارة الشارع الأمريكي أولاً والغربي ثانياً.
أعتقد أن (البنتاغون) يعلم جيداً بوجود الطائرة المدنية، وهو من زرعها في المكان ذاته وهذا يدل على أن صانع القرار الأمريكي لا تعنيه الطائرة المدنية ولا أرواح من فيها، وكل ما يراد من هذا الهدف المصنوع بعناية ودراية الوصول إلى غاية وهي إحراج القيادة الإيرانية حتى وإن كان على حساب الأرواح المدنية، غير أنهم مكروا والماكينة الإيرانية التي عرف عنها الهدوء والرزانة والدبلوماسية الناعمة مكرت برغم ضيق الوقت وحراجة الموقف، ولم تبلع الطعم الأمريكي القذر وإنما دفعت كيدهم إلى نحورهم واختارت الهدف الأصعب ووجهت صفعة مزدوجة للمخطط الأمريكي بالنيل من التجسسية التي كانت تتلطى خلف جناح المدنية، وهذا ما أرعب غرفة العمليات «الصهيو- أمريكية»، وبذلك فوتت القيادة الإيرانية الفرصة على أمريكا ـبافتعال كارثة مدنية وإلصاقها بطهران، وكشفت نيات (البنتاغون) القذرة أمام مواطنيه في الوقت ذاته.
The post ضربة معلم appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.