يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع تنافساً من نوع آخر بين الأندية حول اللاعبين والمدربين، وهذا النادي تمكن من الاستحواذ على هذا اللاعب أو ذاك المدرب وبأسعار خيالية غير مألوفة في ملاعبنا، فليس من المعقول أن يصل عقد لاعب على سبيل المثال إلى حوالي 50 مليون ليرة، وتتهامس الأندية على لاعبين جاهزين من الأندية الأخرى بمبالغ تتراوح بين 7 و10 ملايين، والتعاقد مع مدرب براتب شهري يتجاوز 500 ألف ليرة، وهذا كله قبل أن تبدأ منافسات الدوري المقررة في الخريف القادم، بالطبع أن تنافس الأندية على رفع بورصة اللاعبين المحليين وكذلك بورصة المدربين الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة أمر جيد ولكن قد يثير حساسية من نوع آخر بالنسبة للأندية الفقيرة في استثماراتها وليس لها داعم يتبنى رياضتها كبقية الأندية المتنفسة والقادرة على دفع المبالغ الخيالية لوجود داعمين لرياضتها ولاسيما كرة القدم، هذا كله يجري في ظل غياب القيادة الرياضية التي تستعد للانتخابات في مؤسساتها والتي ستبدأ في آب القادم بإدارات الأندية التي بدأ بعضها يقوم بتعيين رؤساء قبل أن تبدأ الانتخابات والبعض الآخر مازال ينتظر التعيين الذي لا ندري ما إذا كانت مخالفة انتخابية أو تكتيكاً انتخابياً مسموحاً به قبل أن تبدأ هذه الانتخابات لفرض واقع معين يبدأ بجر الأندية مروراً باللجان التنفيذية في المحافظات والاتحادات الرياضية وصولاً للمكتب التنفيذي المفترض انتخابه من جديد، وهذا ما يفسر حالة غير طبيعية تعيشها أنديتنا والتدخل الخفي من وراء الكواليس لبعض الداعمين لفرض رؤساء أندية لتبقى كلمتهم نافذه من خلالها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يوضع قانون استثماري جديد لأنديتنا ينظم هذه العلاقة فيما بينها ويضمن استثماراً من نوع آخر يشمل اللاعبين إلى جانب المنشآت وبذلك نضمن علاقة صحية توافقية تضمن بناء رياضياً شامخاً قادراً على تحقيق المنافسة وتأمين مستلزمات التفوق الرياضي بالاكتفاء الذاتي؟
مايجري في أنديتنا حالياً يعلم خبراء الرياضة أنه خارج عن التنظيم الرياضي ولا يبني رياضة حقيقية ولاسيما أن معظم الأندية تفتش عن النجم الجاهز وليس عن بناء قواعد الألعاب التي تؤمن المواهب الرياضية التي تفتقدها رياضتنا في المنافسات الخارجية.
The post ماذا يجري في أنديتنا؟ appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.