رغم ما مر على منطقتنا العربية منذ مؤامرة «سايكس بيكو» عام 1916 ووعد بلفور المشؤوم, والاستعمار الفرنسي والبريطاني لأوطاننا, ونكبة فلسطين, والعدوان الثلاثي على مصر, ونكسة حزيران وإرهاصاتها على الواقع العربي مروراً باتفاق الإذعان بين الرئيس المصري الأسبق أنور السادات و«إسرائيل», والاجتياح الإسرائيلي للبنان, واتفاقات «أوسلو», و«وادي عربة» وإلى ما هنالك من أحداث كبرى، لم تتغير خريطة تموضع القوى في المنطقة, وبقيت سورية، إضافة إلى العراق في صدارة العروبة وفي مقدمة القرار العربي والإقليمي.
وبعد الأحداث المفتعلة في المنطقة, واستيراد الإرهاب المتمثل بما سمي «الربيع العربي» وتحول المنطقة إلى برميل بارود مشتعل لا يبقي ولا يذر, وإيجاد تنظيمات وكيانات إرهابية مرتبطة بمراكز القرار الغربي وبتمويل بعض الدول الخليجية دخيلة على المنطقة، قامت بعض الأنظمة العميلة متمثلة بدويلة قطر بمصادرة «الجامعة العربية», وبدأت تأخذ القرارات باسم «الإجماع العربي» والتي انعكست على شعوب المنطقة قتلاً وإرهاباً وتنكيلاً ولا سيما في سورية، حيث تم إنشاء تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بالتعاون مع تركيا ودعمه بالمال والسلاح, وجلب الإرهابيين من كل أصقاع الأرض لتدمير ليس سورية فقط، بل الدور السوري والقرار السوري الجامع القيادي في المنطقة والذي لا يمكن حل أي قضية إشكالية إلا بموافقتها ومباركة مباشرة منها.
ونتيجة تبادل الأدوار والتنافس على القتل, أنشأت مملكة الرمال ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي للمنافسة على الإجرام مع «النصرة» والذي لم يعرف التاريخ مثيلاً لإجرامه بحق الإنسانية, والفكر، والشجر، والحجر، حيث تمدد وتوسع في سنين معينة في العراق, وهناك وثائق تقول إنه دخل الموصل باتفاق إسرائيلي مع حكومة إقليم كردستان العراق لخلط الأوراق في العراق وقطف ثمار الإرهاب بضم أراض عراقية جديدة إلى الإقليم وإعلان استقلاله نهائياً عن الوطن العراقي.
التنظيم الإرهابي تم استجلابه إلى سورية وأصبحت المنافسة على أشدها بين قطر وتركيا من جهة ومملكة الرمال ومن لف لفها من جهة أخرى وذلك في منافسة واضحة للاستحواذ على القرار العربي وتمرير ما سمي لاحقاً «صفقة القرن».
تغيير مراكز القوى في المنطقة تم التخطيط له وتنفيذه خلال السنوات العشر الماضية وقد أتت النتائج بأفضل مما تخيلته «إسرائيل» صاحبة المصلحة الأولى والمخطط لكل ما جرى.
The post مؤامرات وفتن مدروسة appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.