لم تعد تحركات الاستنكار الواسعة الرافضة للسياسات الأمريكية حكراً على العالم الخارجي، في ظل تصاعد الأجواء الاحتجاجية داخل الولايات المتحدة المناهضة لنهج إدارتها الداخلي والخارجي الذي أودى -إن صح التعبير- بأي بارقة ثقة بواشنطن على خلفية استمرارها في شن الحروب العدوانية، وتنصلها من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، واتباعها أساليب الإرهاب العسكري والسياسي والاقتصادي المتناقضة مع القوانين والقواعد الدولية الناظمة للعلاقات بين الدول.
فمن قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، انطلقت احتجاجات لم تكن الأولى ضد سياسات ترامب على خلفية تظاهرات احتجاجية عدة في نيويورك ولوس أنجلوس وبوسطن ودالاس وهيوستن تستنكر إجراءات إدارتها غير المقبولة بما تحمله من إساءة للولايات المتحدة والأمريكيين أنفسهم قبل سواهم من الشعوب المستهدفة، متزامنة مع تظاهرات احتجاجية أخرى أمام مقر السفارة الأمريكية في موسكو ضد عقوبات واشنطن الابتزازية، ناهيك عن المواجهة العالمية لإرهابها بمختلف أشكاله وألوانه في مؤشر على التذمر الكبير من النهج الأمريكي.
الإدارة الأمريكية تشيع كذباً على الرأي العام بتصريحات مضللة يبثها مسؤولوها بين الحين والآخر بقبول مفاوضات هنا أو هناك، أو بدعوات تطلقها تحمل في ظاهرها معاني براقة بشأن حل قضية، أو إنهاء إحدى حروبها العدوانية، أو وقف تدخلها في شؤون أي دولة بشكل غير شرعي، أو غير ذلك من القضايا تكون محط اهتمام وتعبث اليد الأمريكية فيها، لكن حقيقة الأمر تشير إلى وقائع تناقض تماماً ما يعلنه المسؤولون الأمريكيون، أو منافية له فالهدف الأمريكي هنا قد يكون مجرد تكتيك أو للحد من تصاعد غضب الرأي العام عندما تتضح حقيقة المشهد بعيداً عن المراوغة والدجل الأمريكي، أو ربما لأهداف أخرى تضمرها الإدارة الأمريكية لغايات في نفسها!.
بطبيعة الحال سياسات الولايات المتحدة باتت مكشوفة للقاصي والداني، والإدارة الأمريكية تعي هذه الحقيقة، لذلك نراها تمارس البلطجة والعربدة على الدول المناهضة لسياساتها لفرض هيمنتها عبر لغة العسكرة، أو الإرهاب الاقتصادي وحرب الإجراءات الأحادية القسرية، أو أي نوع من الممارسات الظالمة تراها تخدم أهدافها العدوانية، والتي تجابه اليوم بقوة عبر التكتلات الدولية الساعية لوضع حد لتجاوزات أمريكا التي فاقت كل الحدود وحرضت كل احتجاج ضدها في الداخل والخارج.
waddahessa@gmail.com
The post نهج أمريكا يحرض الاحتجاجات ضدها appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.