في طرقات دمشق مواقف هنا وهناك باستخدام البواري والجنازير وأكثرها من دون ترخيص، إضافة إلى إشغال الأرصفة بالسيارات في وسط المدينة من دون أي مراعاة للمشاة، وفي كثيرٍ من الأحيان يمكن أن تعرِّض المارة للخطر وخاصةً الأطفال الذين يضطرون للنزول عن الرصيف والسير في منتصف الطريق بين السيارات!.
«تشرين» سألت عن هذه الظاهرة مدير مديرية هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق- ياسر بستوني الذي أكد ورود العديد من الشكاوى بخصوص وضع البواري والجنازير بشكل غير مرخَّص لحجز الطريق وأكثرها في منطقة المزة بسبب التعداد السكاني الكبير فيها، وقال: لدينا معاناة كبيرة في هذه المنطقة لأنه عند إزالة المخالفات والعودة بعد فترة يجدونها عادت مرة أُخرى!، وأبرز ما تعانيه ورشات هندسة المرور أثناء حملاتها ضياع النهار بأكمله حتى يعترف المُخالف بأن هذه المخالفة له!، فبمجرد أن يقول المُخالف إن هذه البواري في الطريق ليست له لا يمكن إثبات أنها تخصه! ، ويمكن أن تكون المخالفة تحت أحد الأبنية ولكن لا يمكن للورشات تحديد لمن تعود المخالفة بالضبط!، مبيناً أنه لكثرة المخالفات والحملات التي يجب أن تقوم بها عناصر هندسة المرور فليس لديهم الوقت الكافي للوقوف عند كل مخالفة لتقصي لمن تعود!. وأضاف بستوني: لمعالجة هذه الظاهرة يُفضَّل عدم الاحتكاك مع أحد من المخالِفين وإنما تكون مهمة عناصرنا فقط تصوير نمرة السيارات المخالِفة، ويفضَّل إنجاز هذه العملية في فترة المساء أو الليل لأنه توقيت مناسب فأصحاب السيارات يكونون في منازلهم في هذا الوقت وتالياً يمكن التعرف على المخالِف، وإيجاد إشعارات تُلصق على السيارة بهدف إبلاغ صاحبها بأنه مخالَف من دون عناء المجادلة والمشاحَنَات، ويُكتَب في الضبط أنه يجب التوجّه لدفع الغرامة المالية خلال مدة معينة في هندسة المرور، وإذا لم يُدفع المبلغ يمكن تحويل رقم السيارة إلى فرع المرور لحجز السيارة، متمنياً الأخذ بهذه الفكرة من قِبل المحافظة لأنها ستكون ذات جدوى، وستشكِّل نقلة كبيرة للخلاص من الظاهرة.
وأوضح بستوني أن فكرة المواقف الخاصة ليست للسيارات العامة وإنما هناك فعاليات معينة يجب وجود مواقف أمامها مثل مشفى أو بنك أو شركات صرافة، أما المواقف السكنية فأُتيحت لحالات إنسانية مثل وجود عاجز في المنزل أو طفل معوق أو حالات مرضية تستوجب إسعافات بين الحين والآخر فمثل هذه الأمور تحتاج مواقف خاصة أمام البناء السكني، لكنها انتشرت بشكل كبير بين الجميع.
وعن مخالفات البواري والجنازير التي تحجز الطرقات لفت بستوني إلى أنه يوجد لديهم شهرياً إحصاءات لذلك وأن عدد المصادرات بلغ في الشهر الماضي للبواري والجنازير ٩٢٩ جنزيراً مع بوري ومصادرة أربعين حوض زريعة، و٢٠٠ دولاب كاوتشوك، و٢٠ كرسياً بلاستيكياً حُجزت الطرقات بواسطتها وتم تنظيم ١٣ ضبط مخالفة.
أما بالنسبة للسيارات التي تقف على الأرصفة وتلاحظ بكثرة في البرامكة القرب من تجمّع الجامعات وفي زقاق الجن وعند جسر فكتوريا… إلخ، قال بستوني: يوجد قرار مجلس محافظة صدر بخصوص الوقوف على الأرصفة بمخالفة السيارة بخمسة آلاف ليرة، لأنها تسبب إعاقة حركة المشاة وتُعد مظهراً غير لائق إضافة إلى أنها تتسبب بأضرار على أطاريف الأرصفة.
ورداً على سؤال عن وجود حلول أُخرى بدلاً من هذه المخالفة إذ منذ تنفيذها لم يكن لها أي جدوى؟، قال بستوني: لا يوجد هناك توازن بين عدد السيارات والمواقف المتاحة ضمن المدينة في المناطق المكتظة بالسكان أو الفعاليات التجارية أو عند تجمّع الجامعات، متوجهاً بلومه إلى المواطنين وأنه ليس من الضروري أن يصفّ المواطن سيارته عند باب الجامعة أو باب عمله، مثلاً توجد ساحة كبيرة بالقرب من جامعة الاقتصاد يمكنهم أن يضعوا سياراتهم فيها وأيضاً يوجد مرآب مأجور بالساعة وتوجد حالياً دراسة لتوسعته للاستفادة منه بأكثر عدد من المواقف.
من جانبه, رئيس دائرة خدمات المزة إيميل حتمل ورداً على سؤال عن سبب تفشي ظاهرة مواقف السيارات غير النظامية في المنطقة قال: إن المخالفين يسوغون ذلك بنقص المواقف في المنطقة، فيضعون البواري والجنازير لحجز مواقف لسياراتهم، ولكن لا يوجد أي مسوغ يجيز هذه المخالفات وإزالتها تكون من دون فائدة لأنهم يكررون المخالفة مرة أخرى!.
ولفت حتمل إلى أن عناصر البلدية أثناء مؤازرتهم مديرية هندسة المرور في الحملات التي تُقام للحد من ظاهرة المواقف غير النظامية، يجدون صعوبة في الحصول على اسم صاحب الموقف وتالياً عدم القدرة على تنظيم الضبط اللازم.
ولفت إلى أن محافظة دمشق بصدد دراسة مشروع قرار لتكون المخالفة على رقم السيارة عن طريق فرع مرور دمشق، وهذا بانتظار موافقة المكتب التنفيذي ومحافظ دمشق للبدء به، وفي حال الموافقة فسيكون حلاً جذرياً لهذه الظاهرة .
The post مصادرة 229 «جنزير وبوري» و40 حوض زريعة تحجـز «مواقف» لســيارات بشكل مخالف appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.