وهكذا «ضعنا بين كاني وماني»! فلم نذُقْ طعمَ الدّسم في «الكاني/اللبن» ولا حلاوة العسل في «الماني». كأننا لم نخلق إلا للعذاب والجري مثل «الـ…غزال» منذ شروق الشمس حتى آخر أحزانها من دون أن نعرف إنْ كان ما نعيشه هو حياة أو صورة مزيّفة عن الحياة، «ماكيتٌ مسرحيٌّ مؤقّت» أم هو ديكور هشّ صرنا نسميّه خجلاً: الحياة اليومية!.
كأنه مقدّر على الفقير أن يبقى فقيراً وأنْ يبقى الموظّفُ بائساً ومعوزاً حتى في أحلى لحظاته الذهبية؛ أي في لحظة القبض على الراتب الملعون «أبو جوانح». إذ لا ينطبق على هذا الراتب الأعجوبة إلّا مقولة: «كل شيء في الحياة يبدأ صغيراً ويكبر؛ إلا المصيبة تبدأ كبيرة وتصغر مع الوقت» وهكذا هي رواتبنا!.
كأنه مقدّر علينا أن نضيع بين من يعطوننا رواتبنا بيد؛ ليأخذوها منّا باليد الثانية. ألا نعرف شرقنا من غربنا حين يحشروننا بين مَنْ يضعون القوانين ويكون بعضهم أول مَنْ لاينفّذها أو يتركها لتميع وتضيع في زحمة التسويفات والإهمال وتفاصيل العيش المرّ.
كأننا نعيد تدوير كل ما مررنا به منذ دهر, إذ نصحو على خبرٍ اختلاس أموال من قبل مسؤولٍ ما أو على خبر القبض على الفاسد الفلاني ابن الفاسد العلّاني بعد أن «سرح ومرح» حتى تفتّقت خواصره من البلع.. كأنّ الدنيا «آخر وقت» والقيامة فوق رؤوسنا, ورغم ذلك كلّه نشعر أن لا أحد يتعّظ ولا شيء تغيّر سوى التكاثر المذهل والمرعب للعشوائية و«الزعيق والخبيط» و«لعلعة» الرصاص حتى في أفراحنا.
فعلاً رحم الله من قال: «دنب السعادة حِلسْ مِلسْ»… فكلما حاولنا أن نمسكَ بثعلب السعادة الماكر, أفلتَ من يدنا وخطف دجاجات صبرنا… وولّى هارباً «متلمّظاً» متضاحكاً متقافزاً.
The post ثعلب السعادة! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.