لا يختلف اثنان على أهمية معرض دمشق الدولي في دورته هذه، لكونه فرصة للترويج لأي منتج محلياً وعربياً وعالمياً، ولأن لغة المال والاستثمار هي الطاغية والطابع لأي معرض تأتي مشاركة جرحى الحرب وللمرة الأولى لها رمزيتها، وكسرت لغة المال من خلال مجموعة من اللوحات الخشبية مستقاة من الواقع وبعناوين مختلفة، إضافة إلى مشغولات يدوية ومنتجات (الضيعة) الطبيعية التي تشعر بطيبتها ونقائها، كل ذلك اختصرتها عبارة معلقة على جدار الجناح (شغلت لك بكل الحب)، فعلاً أنت لا تشتري مجرد سلعة أنت تشتري الكثير من ساعات الأمل، والعمل والطموح والإحباط، حقيقة أنت تشتري جزءاً من روح وقطعة من حياة شخص آخر صنعها لك بكل الحب.
مشاركة هذه الشريحة التي أبت أن تنتظر مساعدة أو عوناً أو حتى شفقة من أحد، قدمت مجموعة من الابتكارات من خلال الاعتماد على مجهودهم الشخصي، وبإمكانات أقل ما يقال عنها متواضعة لكن تبقى العقبة في كيفية إيجاد طريق لهذه المنتجات أو الترويج لها عن طريق أي جهة بما يعود عليهم لسد رمق أسرهم في هذه الظروف الصعبة.
أصواتهم تدعو بشيء من الكبرياء لمن يأخذ بيدهم سواء عن طريق الترويج لمنتجاتهم أو حتى شرائها من قبل مبادرات فردية لطرحها في الأسواق الخارجية.. أو عن طريق الجهات المعنية كمؤسسة التجارة الخارجية لشراء الكميات المنتجة بأعلى مواصفات الجودة وهذا أضعف الإيمان كخطوة تستطيع أن تقدمها مؤسسة عامة بعد التعرف على معروضاتهم عن طريق هذا الكرنفال السنوي الذي يشكل فرصة للجميع.. فهل تجد طلباتهم مجيباً لها.
وعلينا ألا ننسى أن هذه الأيام سرعان ما ستتحول إلى مخزون وذكرى، بكل ما فيها من تفاصيل وإيجابيات وحتى سلبياتها ذكرى بعد سنوات الحرب، لدينا مهام كبيرة تنتظرنا ولكل قطاع مسؤولياته في البناء والمشاركة في إعادة الإعمار فكيف بهؤلاء الذين ضحوا بدمائهم؟ بالتأكيد المسؤولية مضاعفة ويفترض أن يكون العطاء على مستوى كرمهم تجاه بلدهم.
The post (شغلت لك بكل الحب) appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.