تخيلوا لو أن كل مسؤول تقدم بكشف حساب قبل إسناد أي مهمة له، بما يملك مادياً وعينياً، وجرت مطابقة ذلك مع نهاية المهمة التي أوكلت له على مدار سنوات معينة، وتصوروا لو أن هذه الحالة طبقت بشكل شفاف، ربما تجاوزنا الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام، ولم نعد نقول: كيف يكفي هذا المسؤول راتبه؟
هل من طريقة يعلمنا بها لنستطيع تحقيق عنصر الاكتفاء الذاتي للأسرة من مأكل وملبس ومستلزمات الحياة من تعليم وصحة و….؟!.
في المقابل لو شطح الخيال بنا أكثر متسائلين: لو كانت هناك معايير ضمن بطاقة توصيف وظيفي لكل من يكلف بأي مهمة على مستوى الدوائر والمؤسسات والوزارات ومختلف القيادات، هل سنرى هذا اللغط القائم حالياً في أوساطنا بالقول: لماذا كلف فلان من دون فلان، وما الإمكانات التي يملكها والشهادات العلمية ليكون في هذا الموقع؟
تخيلوا أيضاً لو تخلى بعضهم عن رمي القمامة من شرفات منازلهم باتجاه الشارع أينما كانوا، والتزموا بتوقيت معين لوضع القمامة أمام مداخل بناياتهم شريطة التزام عمال النظافة بمواعيد ثابتة لمرور سيارات النظافة وتحقيق ذلك، وعندها كم ستكون شوارعنا نظيفة!.
تخيلوا مع بداية العام الدراسي لو قام الكادر التدريسي باستقبال الطلبة كما يفعل الكوكب الآخر في هذه الكرة – ونقصد اليابان- حين يقف كل معلم على باب الصف ليحتضن الطلبة أو يعانقهم أو يصافحهم بأشكال متعددة تدل عن الحب والوفاء والشعور بالحالة العاطفية التي يتفاعل بها مع الأطفال على وجه التحديد وبطريقة رائعة في الحماسة باتجاه مدرستهم.
تخيلوا لو أن مبدأ المحاسبة على طريقة من أين لك هذا؟ كم سيكون الوفر في الميزانية العامة للدولة، وكم هي الأموال التي ستتم استعادتها وخاصة من أثرياء الحرب على سورية التي دفع فيها المواطن جلّ ما يملك مادياً ومعنوياً، ومن فلذات أكباده دفاعاً عن كرامة وتراب الوطن الغالي، وهم أصحاب المعاناة الأكثر.
هذه التخيلات وغيرها من الأماني والتطلعات هل نعجز عنها حقيقة؟.
أعتقد جازماً أننا لا نعجز عنها مطلقاً لو توافرت الإرادة والنية في المحاسبة أولاً للفاسدين وما أكثرهم، وهنا تبرز أهمية المراقبة قبل الوقوع في الخطأ بدلاً من التربص.. فهل نفعل ذلك؟.
The post دنيا الواقع والخيال appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.