هل يحتاج العدوان التركي قاموساً يشرح معناه, وهل علينا كسوريين أن نصدق (قلق) القلقين تجاه ما يجري من اعتداء تركي همجي على أرضنا وشعبنا وسيادتنا, ألم يئن الأوان ليفهم الجميع أن الأولوية في سورية هي لتحرير أرضنا من العدو التركي أو الأميركي أو الإسرائيلي؟ ولأن الحقائق هي الضوء الذي ينير الطريق للخلاص فلا بد من تبيان أهمها: 1- العدوان التركي على الجزيرة السورية يقوم به أردوغان بتنسيق وترتيب مع ترامب, إنه عدوان تركي- أميركي، وكل ما يظهرونه غير ذلك ما هو إلا من قبيل ذر الرماد في العيون.
2- اعتمد هذا العدوان, كواجهة تسويغ, وأداة تفيد بالتنفيذ على استتباع ما يسمى «قوات قسد» وتبعيتهم للأميركان, كما يعتمد أردوغان على فصائل ما يسمى تضليلاً «المعارضة المسلحة», العميلة له, وهكذا فهو عدوان تركي- أميركي يستخدم حفنة عملاء وخونة سوريين.
3- إن إرهاب أردوغان في عدوانه الأخير, إنما هو متابعة للحرب الإرهابية التي شنتها تنظيمات إرهابية تكفيرية على سورية وهكذا فإننا أمام مرحلة جديدة من هذه الحرب الإرهابية ولكن عبر الجيوش بدل التنظيمات التكفيرية.
4- البعض يرى أن ما يجري كله مؤقت, ويتم في سياق «خريطة طريق» تخرج أميركا من دون إراقة ماء وجهها, وينهي حلم الميليشيات الانفصالية بالانفصال ويمهد الطريق لاستعادة الدولة السورية كامل سيادتها على الجزيرة السورية وكامل التراب السوري تمهيداً لإقامة نظام إقليمي متوازن أساسه سورية المستقرة دولة وشعباً. تجاه هذه الأمور فإن السوريين يعدون أن الأولوية المؤسِّسة لأي فعالية سياسية هي تحرير الأرض السورية من العدو التركي والأميركي لأن في هذا التحرير استكمالاً لكسر الإرهاب، كما أن هذه الأولوية تتضمن التخلص من العملاء الخونة وليس من طريقة لتحقيق وإنجاز هذه الأولوية إلا بالالتفاف حول الدولة الوطنية التي تشكل الأساس القادر على استيعاب الجميع في هذه المهمة الوطنية. كما تشكل أيضاً المعيار لوطنية الجميع ولا يمكن لمن يخون سيادة ووحدة الأرض والشعب بالعمالة للأجنبي أن يكون له أي دور في مستقبل سورية، وهكذا فإن الأولوية الوطنية في هذه اللحظة التاريخية هي الالتفاف حول الدولة الوطنية لتحقيق تحرير الأرض، إنها الأولوية الوطنية المؤسسة لسورية المتجددة بكامل سيادتها ووحدتها واستقلالها.
The post أولوية الأولويات appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.