على وقع الانسحاب المتسارع لقوات الاحتلال الأمريكي من الشمال الشرقي لسورية ولامتصاص خيبة أمل المراهنين على الوعود الأمريكية في تقديم الحماية لمن يريد زعزعة الأمن وخلط الأوراق في الداخل والخارج، يتبرع وزير الدفاع الأمريكي بتصريحات خلبية أخرى مفادها بأنه سيُبقي بعضاً من قواته «لحماية» حقول النفط في محافظة الحسكة من هجمات «داعش» المحتملة مع أن صاحب التصريحات ذاته يدرك أن أحداً لم يعد يصدقه ولاسيما أن الجيش العربي السوري هو الذي سارع لحماية المنطقة والتصدي للعدوان التركي الذي يستهدف البشر والحجر وحقول النفط التي لم يسيطر عليها «داعش» إلا بغطاء أمريكي وبتمويل من بعض الأعراب الذين تآمروا لإضعاف سورية وتوطين الإرهاب فيها خدمة للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي في المنطقة.
لقد أدركت منظومة العدوان بأن الجيش العربي السوري في طريقه لبسط السيطرة على كامل الأراضي السورية وبوتائر متسارعة واجتثاث ما تبقى من إرهابيين، وأن طرد القوات الأجنبية غير الشرعية التي تسللت إلى الجغرافيا السورية قد يبدأ في أي لحظة وفق أولويات تحددها القيادة السياسية على وقع انتصارات الميدان، وأن الحل السياسي وإعادة الإعمار بات قاب قوسين أو أدنى، وأن لا قوة على وجه الأرض يمكن أن تكسر إرادة الشعب السوري، ولهذا يحاولون اللعب على حبال الوعود الكاذبة في محاولة منهم لشراء الوقت وتأخير إعلان النصر السوري الحاسم على الإرهاب وداعميه.
لقد حاولت منظومة العدوان على سورية أن تستخدم كل ما تملك من إمكانات عسكرية وسياسية لثني الدولة السورية عن ممارسة حقوقها في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، وابتدعوا أكاذيب استخدام الأسلحة الكيميائية، وارتكبت أمريكا أكثر من عدوان مباشر لإنقاذ الإرهابيين في جبل الثردة وخان شيخون والغوطة والبادية وقد تحاول الآن إيهام بعض العملاء بأنها ستقوم بحمايتهم وقد تحرضهم على رفض التسويات، لكن النتيجة لن تغير الوقائع التي خطها الشعب السوري بدماء أبنائه والتي من خلالها يرسم مستقبلاً يعتز به كل شريف داخل الوطن وخارجه.
لقد أكد أهلنا في الرقة والحسكة وفي ريفي حلب ودير الزور خلال استقبالهم الجيش العربي السوري وانضمام الكثير منهم إلى صفوفه، أن أمريكا وأذنابها لم تستطع حرف بوصلتهم الوطنية وقناعاتهم وعلى اختلاف انتماءاتهم السياسية والإثنية ومن المفترض أن يعود من راهن على الوعود الأمريكية وعلى دعم المتربصين بسورية إلى لغة العقل وستر ما تبقى من ماء وجوههم التي يحاول الأمريكي استنزافها إلى آخر قطرة، إن إنهاء الأوضاع الأمنية الشاذة في إدلب وفي الجزيرة السورية وعلى كامل الأراضي السورية، باتت مسألة وقت، وما التصريحات الأمريكية إلا لتجرع الخيبة على دفعات تخفف من آلام الاعتراف بفشل المشروع.
The post وعود المفلسين والأمريكان المنسحبين appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.