طرزي صورتي على الوشاح واحلمي بأرجوان الريح بأربعين موتي والقيامة.. هنا خيولي صهيل الصباح يمر من صمتي إلى صمتك، ومن أشجارنا إلى وجع النهر إلى مفترق العمر ومنتصف نهاراتنا الخائفة، وأنت يا ميم رجيع السؤال والصدى سلام عليك في المدى حين تعدين بتولات النجوم وحين يبحر فيك البحر وتنتظرين أحلامي الغريقة.. آه على صرخة البحر آه على موجة تلف خصرك ولا تراني أطلق شعاب الروح لتهب اللغة بمرجانها وتسألني من أين تأتي من أي اللغات أنت ومن أي سماء جئتني ورحلت..
تألم.. ليس بينك وبين قناديلك حجاب، وافشِ عطر صمتك الجارف على صهوة حزنك يقصّ عليك الحزن.. تألم وابتكر من تأويل الأزهار لقاحاً لوصل اللغة بفضاء سرّك
تألم عميقاً لكي تبصر ظهورك وتراني بدمع سواقيك أنتظر، تألم من جميع جهاتك بأطيافك كلها واتسع، فليل العاشقين طويل، تألم مصلوباً في هواها واملأ كأسك بعناقيد روحك تكشط المستحيل هامساً إذا طاف بك اللهب على لهب: جمعتني يا حبيبي عليك ما أجملك ما أجملك..
ترضرض الوطن كنّا في ليل طويل نرجّ ضلوعنا نلبس موتنا البطيء ونجوع صامتين فانبجس بملء صوتك يا أيها الأمر الجميل لتوقظ روحك..
سادت الأزمنة وبادت ولمّا يزل شرق البدايات كما نهاياته يموت بداء الصمت، يرثي أهوال موته الغريب ويتبع جنازة غربته بين القهر والجوع لكي يحيا الوثن..
هنا وهناك.. فساد القبائل طاغٍ، حلمي أن أتنسم لبنان جميلاً ومعافى من نزيف العصبيات الطائفية..
لعاشق نخلة شردت غراسها في غابات الليل فعاد ليبذر في الأرض أغنية واكتفى بوردة مر عليها الموت ولم تمت وتذكر وجه أبيه يفتح باب السماء فغنى للشمس واخضرت أغانيه.. طوبى لحب لا يلويك وطوبى لملاح أضاء الماء بنجمة الحب وحين رأى الماء يفيض بطوفان رقصة الموج في ظلام الكلام كان يمد يديه في هدير الزبد ويبذر للريح أغنية تأخذ شكل صوته الذي غاض ولم يسقط دمه الذي مشى على برق السيف ولم يتلعثم لكنه مثل كل الأنبياء مات غريباً وابتسم..
رسالة إلى نجمة قابلتها مصادفة: ذبلت شفاهنا نقبّل رماد شعاراتنا ندخل الآن في الديجور العربي ومحنة لبنان أفجع.
ثمة مهزلة والتباس بين جرحين يصطاد روحك، فكن أنت واسمك وجه الوطن.. وطني تميمة الحب.. والحب تعويذة الوطن.
The post الحب تعويذة الوطن appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.