تواصل لجنة مناقشة الدستور ممثلة بثلاثة وفود مكونة من الوفد المدعوم من الحكومة السورية ووفد المجتمع الأهلي ووفد الأطراف الأخرى أعمالها في جنيف برعاية الأمم المتحدة وبحضور مبعوثها الخاص إلى سورية غير بيدرسون الذي رأى في انطلاقتها خطوة مهمة على طريق إيجاد حل سياسي مستدام للأزمة، وسط ترحيب عربي ودولي.
ففي حال توصلت اللجنة الدستورية إلى نقاط توافقية مستندة إلى مبادئ سيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها واحترام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي على اعتبار أن الشعب السوري وحده صاحب الحق في تقرير مستقبله، فإنه سيتم عرضها وتقديمها للاستفتاء الشعبي، ومع موافقة الشعب السوري على بنودها ستعتمد في إطار الإصلاحات الدستورية لتشكل نقطة تحول كبيرة تمهد لمرحلة جديدة من الحل السياسي للأزمة.
وبغض النظر عن النيات واتجاهاتها، فقد لقيت أعمال اللجنة الدستورية التي بذلت روسيا وشركاؤها جهوداً كبيرة لتنظيمها ترحيباً عربياً ودولياً، وعدتها الكثير من الدول خطوة إيجابية منتظرة في إتمام تطبيق باقي النقاط المتعلقة بقرار مجلس الأمن رقم 2254، مع التشديد على الحل السياسي للأزمة في سورية.
إذاً لا تدخل خارجياً في الشأن السوري، وهذا ما ينشده الشعب السوري وحكومته، وهو قادر وله كامل الحق في نسج مستقبله بعيداً عن الإملاءات الخارجية التي أعاقت الحل السياسي في السابق وحالت دون تحقيقه، وها هو اليوم يترقب توافق أعضاء اللجنة الدستورية، ويتحضر في الوقت نفسه للاستفتاء على بنود الاتفاق، وفي حال الموافقة النهائية عليها في الاستفتاء الشعبي يتم إقرارها ويتم بمقتضاه الشروع في عملية التسوية السياسية.
على أي حال لا إرادة فوق إرادة الشعب السوري في تقرير مستقبله فهو صاحب الحق والإرادة والضمانة الحقيقية في الدفاع عن سيادة بلاده والحفاظ على وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وصموده على مدى قرابة تسع سنوات ومواجهته للحرب الإرهابية ودحر تنظيماتها الإجرامية ومشروعات داعميها، هو تجسيد حقيقي وواضح للإرادة السورية وقدرتها في صناعة مستقبل آمن ومزدهر.
waddahessa@gmail.com
The post مستقبل السوريين يرسمه الشعب appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.