رغم محاولة الإدارة الأميركية تخفيف حدة المخاوف من فيروس كورونا أميركياً, تزداد المخاطر من (كورونا) القاتل داخل إدارة دونالد ترامب التي وجدت نفسها (بعد أن اتخذت موقف المحرض والمستغل للفيروس لتحقيق نصر اقتصادي وسياسي وانتخابي) في قلب المخاوف من انتشار الفيروس داخل الأراضي الأميركية مع عدم القدرة على لجمه بالتزامن مع انطلاق المرحلة التمهيدية للانتخابات الرئاسية ليكون الاقتصاد الأميركي والذي رفع ترامب شعار نهضته آملاً أن يوصله إلى الرئاسة الثانية تحت وطأة الفيروس إن لم يكن في قبضته أيضاً.
إنه الوقت غير المناسب للوباء أميركياً ولترامب تحديداً الذي انتقل إلى ضفة المهادنة والتعامل مع الفيروس على أنه مرض عادي لا يحتاج هذه الجلبة الإعلامية متهماً خصومه الديمقراطيين باستغلال الفيروس لتحقيق بعض المكاسب الانتخابية. وهاجم ترامب في «تغريدة» على «تويتر» وسائل الإعلام الكبرى متهماً إياها بـالعمل على تقديم فيروس كورونا بأسوأ ما يمكن، ما يخلق حالة هلع في الأسواق وذعراً في البورصات. جاء كلام ترامب الجديد بعد أن بات الوباء داخل الأراضي الأميركية مع تسجيل عشرات الإصابات منها لمواطن في ولاية كاليفورنيا لم يتلق عدوى من أحد مريض ولم يسافر خارج الحدود.
وكان الإعلام الأميركي تحدث عن رصد ما يقارب 60 حالة إصابة بالفيروس خلال الأسبوع الفائت. وقال ترامب: (إن الولايات المتحدة تشهد سنوياً وفاة عدد يتراوح بين 25 ألفاً إلى 69 ألفاً بسبب الإنفلونزا)، مضيفاً: (إن هذا يعني أن حالات الوفاة الناجمة عن الفيروس قليلة للغاية مقارنة بالإنفلونزا). ليناقض بذلك ما قاله مسؤولو الصحة العامة الذين حذروا في وقت سابق من أن انتشار الفيروس في الولايات المتحدة مسألة وقت فقط، لكن ترامب عاد ليقول: لا أعتقد أنه أمر لا مفر منه!
ومن هذه النقطة بدأت المخاوف تتعاظم من مواصلة الوباء انتشاره ما يصيب الاقتصاد مباشرة والذي بدأ يهتز من تداعيات انتشار الوباء صينياً وخاصة أن القسم الأكبر للواردات الأميركية تأتي من الصين وعلى رأس القائمة الدواء. لكن ماذا لو واصل الوباء الانتشار أميركياً؟ هنا على ترامب أن يودع حظوظه للبقاء في البيت الأبيض لأن ذلك سيدخل الاقتصاد الأميركي في حالة ركود وقد يكون كورونا القاتل الأول لحلم ترامب بأن يكون رئيساً لولاية ثانية كما يؤكد مراقبون.
في هذا الوقت ظهر ترامب بصحبة كبار مسؤولي قطاع الصحة ليؤكد للأميركيين استعداد بلاده للتعامل مع أي انتشار واسع للعدوى بعد أن طلب البيت الأبيض من الكونغرس تخصيص مبلغ 2,5 مليار دولار لمكافحة الوباء الذي سيتسلّم ملفه نائب الرئيس مايك بنس.
وكان عدد كبير من أعضاء مجلسي الكونغرس -الشيوخ والنواب- قد اتهموا إدارة ترامب بالتلكؤ في التعامل مع فيروس كورونا، وعدم اتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية بالجدية والسرعة اللازمة.
The post عندما يهدد (كورونا) حلم ترامب الرئاسي appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.