مع الهزائم الكبيرة والمتلاحقة التي يُمنى بها النظام التركي ومرتزقته الإرهابيون في إدلب والمناطق الحدودية, لم يكن مستبعداً أن يوجّه أردوغان بوصلته مجدداً نحو اليونان لابتزاز أوروبا بفتح الأبواب أمام المهاجرين والإرهابيين للوصول إلى أوروبا, إذا لم يحصل على مزيد من الدعم الأوروبي سواء فيما يتعلق بأعماله العدوانية في شمال سورية وليبيا, أو فيما يتعلق بتحصيل موارد مالية يدعم بها الاقتصاد التركي النازف منذ أكثر من عامين.
لم يكد يعلن النظام التركي أنه لن يمنع المهاجرين من محاولة الوصول لأوروبا، في إشارة واضحة إلى أنه سيدفعهم باتجاه الأراضي الأوروبية, حتى انتشرت على وسائل الإعلام الرسمية التركية الكثير من الأخبار والصور لآلاف المهاجرين وهم يشقون طريقهم وسط الغابات باتجاه شواطئ بحر إيجة استعداداً للانتقال إلى اليونان.
في البحر, حيث لا تزال الذاكرة تحتفظ بالكثير من الصور المؤلمة لأطفال ورجال ونساء غرقوا في رحلة الموت التي اعتقدوا أنها بداية لحياة أجمل, لا يهتم أردوغان بأي مصير مجهول يقذف بالمهاجرين إليه, طالما أنه قرر أن يعيد خلط الأوراق اعتماداً على ورقة المهاجرين, وهي الورقة الرابحة التي اعتاد أردوغان على استخدامها منذ البداية لإثارة الهلع الأوروبي لحشد المزيد من الدعم اللازم لنظامه الذي يعاني الأمرين في شمال سورية.
اللافت, أن تحرّك المهاجرين بالآلاف فور سماعهم التصريحات الرسمية يثير الكثير من إشارات الاستفهام حول السرعة التي تمّ بها الأمر الذي بدا مخطّطاً له بعناية وليس وليد ليلة وضحاها, ناهيك عن الموجات البشرية التي يستخدمها أردوغان لابتزاز أوروبا وإجبارها على دعمه بمغامراته العدوانية.
لم يعد سراً أن أردوغان كلما زادت أزماته الداخلية والخارجية ووجد نفسه محشوراً في «خانة اليك», يفتعل همروجة جديدة في محاولة يائسة للبحث عن أي «نصر» خارجي ولو كان مزيفاً, ليغطي به نكساته وأزماته الداخلية التي لم تعد خافية على أحد في ظل الانخفاض الجديد لليرة التركية والتضخم وزيادة الديون وهروب الكثير من المستثمرين بفعل تعرض تركيا لصدمات اقتصادية خارجية من قبيل العقوبات الأوروبية والانهيارات الدبلوماسية. ناهيك عن فاتورة العدوان على شمال سورية التي لن يتحملها الاقتصاد التركي وهو يوشك على الانهيار التام.
The post «همروجة أردوغانية» appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.