كيف سيكون شكل الرياضة السورية بعد انتخاب قيادة رياضية جديدة، وما الصورة التي نريدها للرياضة السورية؟ سؤال توجهنا به للمعنيين عن الرياضة، بعد تشكيل قيادة رياضية جديدة لقيادة العمل الرياضي، وهل تستحق رياضتنا أكثر مما هي عليه، أم إنها لم تنل حظها من الاهتمام الكافي؟
أسئلة كثيرة يطرحها الشارع الرياضي فب حلب بعد وصول قيادة رياضية جديدة للمكتب التنفيذي لقيادة سفينة الرياضة لسنوات القادمة.
الأسماء التي تم اختيارها تسلمت مفاصل رياضية مهمة سابقة وهي تعرف ماذا تعاني الرياضة، من قلة المنشآت وضعف في إعداد المنتخبات وقصور في وضع الاستراتيجيات الكفيلة بتطوير الرياضة والوصول بها إلى بر الأمان نحو العالمية؟
البداية كانت مع بشار جنان من كوادر ألعاب القوة الذي تحدث قائلاً:
كلنا لمسنا الدور الوطني للرياضة من خلال الإجماع والالتفاف الشعبي حول نجاحات فرقها وأبطالها ما يستوجب تعزيز إيجاد مناخات تمكّن الرياضيين من استمرار تألقهم وحضورهم اللافت بخلق ظروف أكثر ملاءمة لجهة وضع السياسات القادرة على السير برياضتنا والوصول بها للهدف المطلوب، لتصبح إحدى الأولويات القادرة على لعب دور تنموي في بناء المجتمع، ودور اقتصادي من خلال إيجاد أنظمة استثمارية ترفع من واردات المواقع الاستثمارية، أي لابد من التأكيد على أعضاء المكتب التنفيذي الجديد أن يحافظوا على قيمة وأهمية الرياضة بالحالة المجتمعية والتنموية كرياضة منافسة لنظرائها على المستويات القارية والعالمية، والعمل من أجل الرياضة التكاملية والمتكاملة بحلقات قوية وضمن آلية عمل واضحة واستراتيجيات، وضمن خطط عشرية ستكون قادرة على نقل رياضتنا إلى الواجهة الدولية، ووضع التشريعات الواضحة التي يضمن لها أن تكون نافذة مثل آليات الاستثمار في الرياضة والصناعات الرياضية، وتحديث أنظمة العمل في كل المفاصل الرياضية، والابتعاد عن حالات الترهل والمراوحة في المكان، وألا تكون إلا بوجود نصوص واضحة تضمن حق الناجح، وتحاسب المقصر في عمله، فالرياضة يجب أن تكون أسوة ببقية مفاصل الحياة في البلاد.
وتابع جنان حديثه قائلاً: كما أتمنى من القيادة الرياضية الجديدة إعادة الخبرات الرياضية- التي قضت سنين طويلة بتخريج الأبطال الذين رفعوا علم الوطن- إلى العمل من جديد الذين تم إبعادهم عن الساحة الرياضية، وإقصاء (الحويصة والمنتفعين) ومحاسبة إدارات الأندية لإهمالها أغلب الألعاب الرياضية، وتوقيف الاستثمارات الخلبية التي يجني أصحابها من ورائها الملايين لمصالحهم المادية الضيقة على حساب الرياضة.
أما المحامي أحمد كيال- أحد رؤساء إدارة نادي الاتحاد السابقين فرأى أنه من الضروري وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. والعمل الممنهج والتخطيط للمستقبل.. فمع تقدم الرياضة في العالم والمنطقة من حولنا، من المفترض أن تكون لدينا نظرة نوعية وفكر مختلف، فنحن أولاً بحاجة لمنشآت رياضة حديثة وبنى تحتية تساهم في التطوير، لأنها البداية والأساس وتشكّل تحدياً حقيقياً، وثانياً نحن بحاجة لتغيير الكثير من القوانين المتعلقة بالاستثمارات الرياضية.
طبعاً هذا يحتاج لعمل كثير، والتحدي الذي نواجهه اليوم، هو أن الرياضة باتت صناعة، وليست فقط هواية، بينما نحن ما زلنا نفكر بكل أنواع الرياضة على أن تكون هواية في كل الألعاب، وهذا ما أثّر سلباً في تطور الرياضة، ونحن بحاجة لتغيير الفكر، ونقل نظام الرياضة من الهواية إلى الاحتراف، بما أنها صناعة، وهذا يتطلب كثيراً من الدعائم منها: الإدارة، المال، المنشآت، الاستثمار الرياضي، والجماهير. طبعاً نملك الجماهير واللاعبين، ولا نملك العلم في تطوير الرياضة السورية، نعتمد على الومضات وعلى بعض النجوم الذين يظهرون بين الحين والآخر، نأخذ مثالاً من خلال منتخبنا لكرة القدم، فلولا اللاعبون المحترفون الذين يلعبون خارج سورية لما ظهر بصورة مشرفة في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، حيث كان حديث العالم في القنوات الفضائية، وهذا سببه الاحتراف وتطور مستواهم.
في رأيي نحن بحاجة قوانين جديدة، وهيكلة رياضية جديدة، وخريطة رياضية جديدة، حتى نستطيع تطوير رياضتنا بطريقة أفضل.
أما حسن بارودجي من كوادر الألعاب فقال:
بالتأكيد مع ولادة قيادة رياضية جديدة نطلب منها إنصاف الكوادر الرياضية التي تعرضت للظلم، والاهتمام بالرياضة التخصصية (الاحترافية) التي مازالت متراجعة وتعاني صعوبات تقف في وجه تقدمها، ودليل ذلك تكرار الأزمات والعقبات نفسها منذ سنوات طويلة وحتى هذا اليوم. فالأندية تشكو القلة المالية، وتقييد قرارها المالي والإداري، والمنتخبات مرت بظروف صعبة جداً أصبحت عاجزة عن تخريج أبطال على مستويات قارية أو عالمية، كل ذلك مقترن بغياب التخطيط الاستراتيجي وتحديد أهداف النشاط الرياضي.
أما كابتن منتخبنا الوطني الكروي محمد دهمان فوجد أن على القيادة الرياضية الاهتمام بالألعاب بشكل عادل وهو عين الصواب، حيث يصب ذلك في مصلحة الرياضة وتطويرها، والعمل من أجل إصلاح وتطوير الرياضة نحو الأفضل تماشياً مع التطور الحاصل في العالم والخاص بالرياضة بجميع مفاصلها وأركانها ولذا تختلف الرياضة اليوم في كل بلد من بلدان العالم فنجدها متطورة في بلد بينما نراها متطفلة في بلد آخر من حيث القياس من أعلى مستوى للرياضة وقد نجد بلداننا العربية مازالت متأخرة في الرياضة ولكنها أفضل حالاً من واقعنا الرياضي حيث نجد رياضتنا مازالت قديمة في التفكير والمستوى الفني إلى اليوم لم يتطور منذ سنين طويلة وكل هذا التراجع له أسبابه، ومن أهم أسباب ركود الرياضة عدم تطور الناحية الفنية ومسايرة التطور العالمي وعدم التماشي مع واقع الرياضة بصورة عامة والتأثر فقط بالمظهر العام للرياضة المتطورة وعدم البحث عن أسباب نجاحها، وإذا ما بحثنا أكثر في تلك الأسباب سنجد أن التدخلات الخارجية أيضاً لها تأثير في العمل العام ناهيك بالإدارة الفنية الفاشلة للمسؤول والذي قد نراه في منصب رياضي بينما نرى شهادته مخالفة لمنصبه وهذا عامل رئيسي في فشل تطور الرياضة بصورة عامة، وإذا ما نظرنا إلى كرة القدم فإننا نجدها متخلفة عن بقية دول المنطقة بصور محددة، أما كرة القدم العالمية فإننا بعيدون عنها كثيراً، ولعل أهم أسباب ركود كرة القدم ما ذكر أعلاه إضافة إلى عدم تطور المسؤول الرياضي وعدم تطور المنصب المنوط به بالرغم من امتلاكه كل مقومات النجاح إلا أننا نجد الكرة تفتقد إلى تلك المفهومية والمنهجية الصحيحة في التطور.
ووجد بشار عبد الباري- من كوادر لعبة كرة الطاولة- أن على القيادة الرياضية تعديل قوانين العمل الرياضي ابتداءً من دراسة تثبيت العضوية بالمنظمة مروراً بتأمين التجهيزات والمنشآت وانتهاء بالأمور الفنية، وإعادة البناء الرياضي، ولتكن البداية من القائمين على الأندية واللجان الفنية التي باتت تتشكل من غير العاملين في مجال الرياضة أو من أشخاص مازالوا يتكلمون بالتاريخ من دون ترجمة تاريخهم عملاً على أرض الواقع وإعادة الهيبة للجان التنفيذية لكي تكون المشرف والمساعد والمحاسب وتقييم عمل الأندية واللجان الفنية، لو عدنا إلى أهم سبل تطوير رياضتنا وبالخصوص كرة القدم علينا أن نطور مفهومنا الخاص بالكرة وهذا التطور لا يمكن أن يكون وليد يوم أو شهر، بل يأخذ شهوراً وسنين من أجل النضوج في عقلية الإنسان الرياضي من ناحية تطوير الأفكار ونضوجها مع التطور الحاصل في الكرة وبالأخص المسؤول إضافة إلى معرفة المسؤول الرياضي لأهمية تطوير الرياضة، والتشبث بالثقافة العامة والرياضية وجعلها باباً يدخل منه للتطور والوصول نحو النجاح والتقدم، وإذا ما أردنا أن نزدهر برياضتنا علينا أن نلتزم وأن نلزم أنفسنا بتطوير مفاهيم الرياضة والكرة بصورة خاصة والبحث عن الرياضة المتطورة والعمل في سبيل الوصول إليها.
أما جاك باشاياني -من نجوم سلتنا- فوجد استقلالية الاتحادات مطلباً مهماً،وخاصة اتحاد اللعبة الشعبية الثانيه كرة السلة، لأننا دوماً نصطدم بمقولة الإمكانات المتاحة التي تشكل عائقاً حقيقياً للتطوير، لأن الرياضة تُبنى ضمن آليات أساسية، أهمها المال وهو العصب الرئيس المحرك لكل الألعاب الرياضية، فالإمكانات الحالية المتاحة لا تطورها، وهي إمكانات تفيد رياضة الهواية فقط، لذلك دائماً نتجه نحو المدرب الوطني الذي يقبل بالقليل خدمة للرياضة وحباً بالشهرة، فالمنتخب أي منتخب هو سوق دعائي للمدربين واللاعبين على حد سواء، أما البحث عن مدرب أجنبي محترم فهو خارج الأحلام، لأن إمكاناتنا لا تتحمل النفقات الباهظة التي يطلبها هؤلاء المدربون مع طواقمهم.
أما محمد سالم- من كوادرنا الرياضية والذي شغل عدداً من المناصب الرياضية فقال:
أولاً نبارك للمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي جاء بوجوه شابة وبطموحات لتغيير واقع الرياضة السورية نحو الأفضل ولعل من أولى أولوياته لإحداث نقلة نوعية ووضع خطة عمل شاملة تنطلق من الواقع وتضع أسس النهوض التي تكمن بالرياضة المدرسية، فالبناء يبدأ من هنا لدعم الأندية بمواهب شابة واعدة ولابدّ من دعم الاتحادات الرياضية وإعطائها الاستقلالية الفنية والمالية،واختيار ما يلائم ألعابنا المحترفة ودعم الأندية من خلال توسيع دائرة استثماراتها حتى تصل إلى الاكتفاء الذاتي وضرورة إبعاد المتطفلين على رياضتنا ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، إنها مرحلة جديدة من البناء وخبراتنا الرياضية كثيرة يجب الزج بها وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب عليها، وزيادة الاهتمام بالأندية لأن منتخباتنا الوطنية هي خلاصة الأندية، فكلما كانت أنديتنا قوية متطورة، ارتفعت مستوياتها، ومهما بلغ لدينا من لاعبين محترفين في الخارج فإننا بحاجة إلى المزيد، لأن الرياضة في أي بلد إن لم تطور أنديتها ممكن أن تنتهي منتخباتها إن لم يتم ضخ لاعبين متميزين بشكل دائم، وهذا أمر معروف، ونحن نجد أن أنديتنا افتقدت العقلية الاحترافية لبناء رياضة صحيحة، فأغلبها يبحث عن البطولات مسبقة الصنع عبر شراء اللاعبين بأسعار خيالية في كرة القدم على سبيل المثال، وكأنهم فهموا الاحتراف على هذه الصورة، فضلاً عن الاضطراب الإداري والفني لمعظم أنديتنا كبيرها وصغيرها، فكيف لكرة الأندية أن تتطور وهي تبدل ثلاثة أو أربعة مدربين في الموسم الواحد،وبعضها ضرب الرقم القياسي فبدل خمسة مدربين بواقع خمس مباريات لكل مدرب!
والأهم أن القواعد في خبر كان، وهناك مشكلة في فرق الشباب، فأنديتنا لا تتعهد الشباب بشكل جيد، وتتخلص منهم عندما تفوق سنهم سن الشباب فيتفرقون في فرق الأحياء الشعبية وهم في عز بنائهم الكروي، والمفترض أن يصبح فريق الشباب رديفاً للرجال، ونحن ندعو إلى ذلك عبر إعادة دوري الرديف حفاظاً على لاعبينا الشباب.
في المحصلة العامة؛ أنديتنا تفتقر إلى العقلية الاحترافية لذلك نأمل من القيادة الرياضية الجديدة أن تولي اهتماماً أكثر بالأندية الغنية بالمواهب والقواعد، فالمنظومة الرياضية بحاجة إلى تغيير شامل إذا أردنا تطوير رياضتنا نحو الأفضل وذلك بدءاً من انتخابات إدارات الأندية التي فاز معظمها بالتزكية
ما أفقد هذه الإدارات الخبرة لقيادتها، ومن الطبيعي أن تكون النتائج سلبية في النهاية على الأندية وعلى منتخباتنا الوطنية.
بدوره أحمد غنام رئيس لجنة رياضة التايكواندو قال: بعد أن جاء التغيير الشامل للقيادة الرياضية نتمنى أن يكون المستقبل حاملاً في طياته مسيرة رياضية ناجحة بكل المقاييس فقد سئمنا قلة الاهتمام خلال السنوات الـ(10) الماضية وأصبحنا بحاجة إلى دعم مسؤول يعيد للألعاب الفردية ألقها وتألقها. فبعد أن كنا نحصد الذهب والفضة والبرونز أصبحنا نفتقد بريقها، فلذلك أملنا ومع إشراقة شمس الرياضة الجديدة أن يكون هناك إعادة لكل الأفكار التي من شأنها أن تطور رياضتنا.
وعبر حمدي قواف- من نادي عمال حلب بقوله:
نتمنى أن تكون هناك ضوابط جديدة لشيء اسمه أندية المنظمات الشعبية ومحاولة رفع معنوياتها خاصة في المجال المالي حيث تعاني ما تعانيه من شح مادي أثقلها وزاد في همومها ومعظم أندية المنظمات عاجزة عن بناء فرق رياضية تسهم في علو كعب رياضتنا ولاسيما أن المنظمات الشعبية تستطيع كوادرها أن تبني رياضة مميزة من خلال أبناء المنظمة الواحدة وإذا كانت البداية بالقواعد فسنصل بالتأكيد إلى قمة من اللاعبين الذين يمتلكون الفنية الجيدة والبنية الصحيحة والتكتيك العالي وهذا يتطلب توفير الملاعب الخاصة بالمنظمة أولاً ورفع ثقافة المدربين الفنية من خلال الدورات التدريبية المكثفة.
وقال حسين السيد- من قدامى نادي الحرية: أتمنى ويتمنى كل الرياضيين أن تكون القيادة الرياضية على قدر المسؤولية وتستعين بالخبرات الرياضية وما أكثرها في بلدي، عندها نكون سلكنا الطريق الأفضل لنصل إلى الأفضل رياضياً وعلى الصعد كافة منشآت واعدة ورياضة بمستويات عالية وأندية متطورة.
The post ماذا تريد كوادر حلب من قيادتها الرياضية الجديدة؟ appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين



Note: Only a member of this blog may post a comment.