«بهذا المعول صنعت يداي المغارة الاستوائية».. هذه العبارة هي أول ما يطالعك عند زيارة مشروع المغارة الاستوائية في محافظة طرطوس, الذي أبدعه الشاب حسن محمد الذي قال: حتى لا أنسى ما عانيته من تعب وضعت كتلة من الإسمنت صغيرة على مدخل المشروع ونصبت فيها معولاً مكسوراً رافقني ست سنين في العمل قبل أن ينكسر وكتبت تحته (بهذا المعول صنعت يداي المغارة الاستوائية)، حسن محمد يعد أنموذجاً للشباب الطموح الذي لا تثنيه الصعوبات مهما كانت في سبيل تحقيق طموحاته ونجاحها.
تخرج في كلية الإعلام في جامعة دمشق عام 2010، عمل في عام 2008 كمدون صحفي ومصور فوتوغرافي في موقع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية (مدونة وطن_ esyria.sy)، ومستكشف مغاور وكهوف، وحائز على درع المستكشف الصحفي عام 2014, وترك العمل الصحفي عام 2014 بشكل نهائي واتجه لمشروعه وقد التقيناه وكان هذا الحوار معه
شغف لا متناه بالنباتات
عن فكرة المشروع, قال: هي نتاج عقلي لمجموعة مقومات أدت لدخولي في مشروع كهذا غريب وغير مطروق سابقاً، فمن جهة أنا خبير زراعي ولدت في بيئة زراعية ولدي شغف لا متناهٍ بالنباتات، كذلك أنا شغوف بكل شيء غريب ويحتاج تحدياً من أمثلتها شغفي باستكشاف نباتات أعماق الكهوف…، كذلك تم تكليفي كصحفي بتوثيق النباتات الاستوائية في سورية وتطلب هذا المشروع سنة كاملة من العمل مع مجموعة من زملائي الصحفيين وأعطاني إلماماً واسعاً بالنباتات الاستوائية وزراعتها في بيئتنا المتوسطية، وكان والدي يزرع عدة أنواع استوائية منذ تسعينيات القرن الماضي، مثل الأفوكادو والجوافة والبابايا والقشطة، طبعاً ليس للاستثمار وإنما لتجريب هذه الأنواع الغريبة، يضاف إلى هذه المقومات امتلاكي مساحة من الأرض المناسبة لهذه الزراعات. هذه العوامل جميعها دفعتني للدخول بتجربة مبهمة التفاصيل وغير مضمونة في نتائجها، مترافقة بقدرة كبيرة على التحمل والصبر، وهذه صفة شخصية ساعدتني كثيراً.
صعوبات كثيرة
هنا كان الدخول في المشروع شديد الصعوبة, فمن جهة كان الوضع المادي سيئاً، والحرب أثرت في جميع قطاعات العمل، ومن جهة أخرى أنا متزوج ولدي عائلة, ما يعني أعباء لا تتناسب مع الدخول في مشروع غير مضمون النتائج, ثقتي بقدرتي الجسدية والعقلية كانت العامل الأهم في دخول التجربة، ولتخفيف الأعباء أسست مشتلاً زراعياً رافق تأسيسي للمشروع، ورغم أنه لم ينجح لكنه زود المشروع بالنباتات اللازمة لإقامته، وتأسس المشروع من دون رأسمال .
زوار من مختلف البلاد العربية
مدة المشروع لتأكيد نجاحه من فشله هي عشر سنين، من عام 2013 حتى 2023، وقد وصلت حالياً عام 2020 إلى نسبة 40% من النجاح، وبقيت من بداية 2014 -البداية الفعلية للمشروع- لعام 2017 من دون تشييد أي بناء خدمي للفكرة، لحاجة ذلك للمال، واقتصر العمل على تجميع البذور والشتول الاستوائية من أي مكان أو شخص على امتداد الساحل السوري، وترافق ذلك بسوء نمو النباتات وموت الكثير منها لحاجتها للعناية الشديدة وجهلي بتلك العناية، وبعد 2017 بعت بعض الشتول وأسست بالحجارة والصخور وجذوع الأشجار بعض المرافق البسيطة والمقاعد، وفي عام 2018 بدأ العمل يزداد وبدأت بتمويل المكان وشراء بعض النباتات، ثم في عام 2019 بدأ المكان يشتهر وتمت دعوتي للمشاركة في معرض دمشق الدولي، ومعرض الزراعة الدولي، وثلاثة معارض في طرطوس، وقد ازدادت شهرة المكان – رغم أنه لايزال بدرجة ما بسيطاً وبحاجة للكثير من الأعمال ليرتقي لمستوى مشروع, وزاره عدد من الشخصيات والزوار،من عدة دول.
وطبعا في 2019 و 2020 زودني المغتربون بالبذور وبعضهم حمل الشتول من دول الاغتراب محبة وتأييداً للجهد المبذول فيه، من جهتي من عام 2014 لعام 2018 بقيت وحيداً في المشروع.
زراعة /92/ صنفاً استوائياً
وأضاف: وصلت حالياً إلى 92 صنفاً استوائياً ومدارياً مع عدة أنواع لكل صنف، 20 نوعاً منها دخل طور الإنتاج والبقية لاتزال تحت الاختبار، وبدأت المغارة الاستوائية بزراعة البذور الناتجة لديها وبيعها للناس بسعر يتراوح بين 500 – 5000 ليرة، لتشجيع الزراعة وغلاء بذورها الكبير.
نجاح مبهر وتطور مستمر
وأشار إلى أن المشروع لم يتوقف عن التطور، تطور افقي في المزروعات على مساحة ٧دونمات، وتطور عمودي انشائي أيضاً بهدف استيعاب مزروعات أكثر، بطرق علمية ومكلفة نوعا ما لتأمين حاجة المكان من الفاكهة وبالتالي المحافظة على سعر مناسب للمنتجات وتقوم خطة عام 2020 على التحول إلى الاكتفاء الجزئي من مصادر الطاقة عبر إنتاج الغاز، والكهرباء، وإنتاج السماد بطريقة عضوية.
The post «الغابة الاستوائية» مشروع فردي يستقطب السياح في طرطوس appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين

Note: Only a member of this blog may post a comment.