الاتفاق النووي الإيراني

13 عاماً من الجهد الدبلوماسي الذي توج بالتوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول (5+1)، يبدو أنه لم يكن كافياً لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأهمية هذا الاتفاق الذي تم توقيعه عام 2015 ، وعلى الرغم من أهمية هذا الاتفاق على الصعيد الدولي عموماً، وبالنسبة للأطراف الموقعة بما فيهم الولايات المتحدة على وجه التحديد، إلا أن ترامب شن حملة مسعورة على هذا الاتفاق لغايات مشبوهة.. تسعى الإدارة الأمريكية إليها فأطلقت على لسان رئيسها حججاً واهية ومسوغات غير مقبولة من أجل تخريب الاتفاق.
إعلان الرئيس الأمريكي تهديده بترك الاتفاق إذا لم يتم تعديله وفق الأهواء الأمريكية التي تريد الضغط على طهران للامتثال لتعليماتها بشكل يقطع الطريق أمام إيران وصعودها كقوة إقليمية يعتد بها، لقي رفضاً كبيراً من داخل أمريكا ومن الدول الموقعة على الاتفاق ومن أطراف دولية أخرى، ولاسيما أن إيران التزمت بتعهداتها وبما ورد في نص الاتفاق وهذا ما تؤكده الأطراف الموقعة وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أوضحت أكثر من مرة أن البرنامج النووي الإيراني هو من أكثر الأنظمة سلامة وسلمية في العالم.
الاتحاد الأوروبي والدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، باستثناء الولايات المتحدة بإدارتها الحالية، تشيد بالاتفاق، وأصدرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا بياناً مشتركاً تدعم من خلاله خطة العمل المشتركة التي جاءت تتويجاً لثلاثة عشر عاماً من الجهود الدبلوماسية التي تمخض عنها هذا الاتفاق بأهميته وتأثيره الإيجابي في الصعيد الدولي، وحثت هذه الدول الإدارة الأمريكية والكونغرس للنظر في انعكاسات قراراتهم بشأن تقويض الاتفاق على الولايات المتحدة وحلفائها، بينما عارض مسؤولون أمريكيون إلغاء الاتفاق حرصاً منهم على الاستراتيجية الأمريكية.
من جانبها روسيا أعلنت على لسان خارجيتها أن لا مكان في الدبلوماسية الدولية للتهديدات والتصريحات العدائية، لأن مثل هذه الأساليب مصيرها الفشل، بينما أوضحت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيريدريكا موغريني أن مجلس الأمن وافق على خطة العمل المشتركة، وليست هناك دولة واحدة يمكنها إنهاء قرار اعتمده مجلس الأمن، ولا لرئيس الولايات المتحدة أي سلطة لـ«إلغاء» الاتفاق النووي.
في كل الأحوال، الاتفاق النووي مع إيران خطوة مهمة جداً ستكون لها انعكاسات إيجابية على العالم أجمع، وفي حال تمسكت الإدارة الأمريكية بعنادها وأرادت الانسحاب من الاتفاق سيكون لذلك الانسحاب أثر سلبي كبير في الولايات المتحدة أولاً قبل الأطراف الموقعة، ناهيك بنزع الثقة بالولايات المتحدة التي فقدت صلاحيتها مع ظهور تحولات جديدة واصطفافات دولية سيجعل الولايات المتحدة تعيد حساباتها لعدة مرات لتفهم أن القوة العسكرية لم تعد تجدي، فهل ستتمسك واشنطن بعنادها؟ أم إن الأحداث السياسية القادمة ستكشف عما هو غير متوقع؟.

The post الاتفاق النووي الإيراني appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the الاتفاق النووي الإيراني on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.