ماي و«ثقة» مريرة بطعم الانكسار والهزيمة

تمر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأسوأ أيامها السياسية وتبدو محشورة في زوايا الاتهام والتشكيك بين الاتحاد الأوروبي غير المستعد للبدء من جديد في مفاوضات على «بريكست» ومجلس العموم البريطاني غير المستعد أيضاً لقبول هذا الاتفاق مع «الأوروبي», ورغم أنها نجت من تصويت سحب الثقة الذي أجراه نواب حزبها المحافظون إلا أنه جاء انتصاراً بنكهة الانكسار والهزيمة في ظل المعارضة الواسعة داخل حزبها وخارجه.
وبحصولها على دعم 200 نائب من حزبها مقابل 117 رفضوا منحها الثقة تجاوزت ماي مطب العزل مؤقتاً وبقيت متهالكة دون أن تكون قادرة على مواجهة العواصف الكبيرة التي وضعت نفسها بها داخلياً وأوروبياً وبقي مشروعها للخروج من «بريكست» محل رفض من المعارضين والمؤيدين على حد سواء ولا يبدو أنه بصيغته الحالية سيلقى أي قبول في المستقبل رغم ترحيل التصويت عليه في مجلس العموم إلى موعد لاحق.
مهمة ماي المتمثلة بإتمام خروج بلادها من «الأوروبي» لا تزال شبه مستحيلة بعد أن وصلت لطريق مسدود مستخدمة أوراقها كافة, حيث رفض قادة الاتحاد الأوروبي مجدداً مناشدات ماي للحصول على تنازلات أوروبية بغية تسهيل تمرير القرار داخل البرلمان البريطاني.
وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن ماي قد تعرضت للإذلال من قبل قادة الأوروبي بعد عدم استجابتهم لمناشداتها, مضيفة: إن هذا الرفض يعني أن ماي ستعود من بروكسل مجدداً خالية الوفاض رغم مطالبتها الشخصية لزملائها القادة بالمساعدة في التوصل إلى اتفاق.
وقادت فرنسا وإيرلندا الخطوة الرامية لاتفاق كان من شأنه أن يمنح ماي الضمانات السياسية والقانونية، وينص على أن بريطانيا لن تعلق في اتحاد جمركي مع أوروبا لأجل غير مسمى. وبدلاً من ذلك، فإن قادة «الأوروبي» تبنوا موقفاً متشدداً، ورفضوا أي شكل من الضمانات الملزمة.
كما تم استبعاد التزام أوروبي بأنه إذا تم إطلاق شبكة الأمان فإنها ستكون قائمة لفترة وجيزة فقط. وتهديد ماي بالانسحاب دون اتفاق يعني تكبيد الاقتصاد البريطاني خسائر باهظة وزعزعة موقع لندن كمركز مالي عالمي.
إضافة إلى ما ينطوي عليه وضع إيرلندا الشمالية في مسودة الاتفاق من تعقيدات، فإذا ما تمتعت بحرية الانتقال وفق قواعد الأوروبي، فإنها استثناء يخلّ بوحدة المملكة المتحدة، وإذا ما حرمت اتصالها بإيرلندا الجنوبية، فإن انفصالها مسألة وقت.
تراوح الأزمة مكانها بل تزداد تعقيداً يتجاوز مستقبل ماي السياسي -التي ضمنت حتى الآن بقاءها عاماً في منصبها دون أن يعني ذلك استحالة عزلها– إلى تعميق الانقسام داخل المجتمع البريطاني وداخل الأحزاب نفسها التي بدت منقسمة على نفسها وسط إصرار البعض على اعتبار أزمة «بريكست» أزمة هوية.
حاولت ماي استعطاف القادة الأوربيين لمساعدتها مجدداً, حيث لم تفلح جولتها المكوكية على ثلاث عواصم أوروبية في تغيير قرارهم وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إنه كان بوده أن يساعدها لكن السؤال هو كيف؟.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the ماي و«ثقة» مريرة بطعم الانكسار والهزيمة on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.