أزمة تعاطٍ مع المسرح بالنصوص وهذا كسل من الكتاب

خشبة المسرح عشقه.. أقام «هدنة» معها بعدم تركها، وخلّدها بـ «نبض» عاشه في فضاءاتها، وزرع «زيتون» العهد بالبقاء فيها، مأمون الخطيب المخرج الحالم بتقديم المختلف، فمن وجهة نظره المسرح هو الخط الأول للمواجهة رغم التحديات الكبيرة للخشبة أمام تعاظم دور التلفزيون، وإيمانه مازال قوياً بوجود مرتادين ومحبين لهذا الفن الجميل ..
«تشرين» التقت المخرج الخطيب بعد أن انتهى من إخراج حفلي الافتتاح والختام في مهرجان سينما الأفلام القصيرة بدورته السادسة وكان لنا هذا الحوار:
• سأبدأ معك من مهرجان «سينما الأفلام القصيرة» بدورته السادسة والاختلاف الذي قدم على صعيد الاشتغال البصري والفكرة المطروحة وأقصد ممازجة المسرح مع السينما وكيف قدمتها؟
•• هذه المرة كنت مقتنعاً تماماً بأنه يجب تقديم شيء جديد على صعيد الأداء والتمثيل لكونه عنصراً أساسياً من عناصر الكادر السينمائي، لذا اشتغلنا ضمن فكرة السينما من منظور الديكور والممثل والإضاءة كأي لقطة، وحتى في المسرح اعتمدنا على موضوع له علاقة بالسينما أي شباب يحاولون الاشتغال في هذا المجال عبر مشهد مفترض من السينما القديمة أو الحديثة من خلال طريقة الأداء والتنفيذ، وأنا أردت طرح هذه الفكرة شرط أن تكون خفيفة الظل بمعنى الشكل الاختصاصي للمسرح – المونولوج والنص ..الخ- حيث تؤكد مفهوم الممثل وأهميته ضمن الكادر السينمائي، إضافة إلى وجود ممثلين جيدين من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، ولاننسى تعاون مؤسسة السينما في هذا المجال فكانت هناك موافقة من قبلها على جميع الأفكار المقدمة بمعنى أن ننفذ كل الأفكار بطريقة تكون صحيحة نوعاً ما.
• كثيرون تساءلوا عن سبب توجهك نحو طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، ولم تتجه للفرق الشعبية المتخصصة في مجال الرقص؟
•• طلاب المعهد العالي يتعرضون لخبرات عملية، وكانت لهذه التجربة علاقة بالتوجه التدريبي والتدريسي في الظهور على خشبة المسرح المحترف بطريقة أو بأخرى، وهذا الشيء هو لطلابي فهم في مهمة تدريبية، إضافة إلى اندفاعهم وحبهم وخاصة بعد يوم المسرح العالمي للمشاركة في المهرجان، وأنا كأستاذ في المعهد أقول إنهم في مهمة تدريبية بحتة من خلال الوجود على الخشبة أو خلفها وفي كواليسها ضمن مشاهد متدرب عليها من قبل الطلاب والأساتذة.
• كان هناك اشتغال على التكنيك البصري ضمن آلية العرض السينمائي إن كان بحفل الافتتاح أو في الختام.. ما الاختلاف الذي صنعته هذا العام عن الأعوام السابقة؟
•• في المهرجات العالمية يكون الاعتماد على عنصر الفرجة كرقص وإضاءة وديكور، لذا حاولنا تحقيق هذه المعادلة عبر منحى الفرجة البصرية عن طريق فرقة «أنيما» للمسرح الراقص مع محمد شباط، إضافة إلى الشق البصري الذي له علاقة بالمواد المعروضة على الخشبة التي هي من قلب عنوان المهرجان، وتم اختيار المشاهد السينمائية النابعة من الفكرة ذاتها ولاسيما على صعيد الأفلام المشاركة، وأقصد أفلام الشباب نفسها، شاهدناها كلها وانتقينا مقاطع ذات مواضيع محددة، فمثلاً أخدنا مواضيع اللقطات الجميلة في سينما الشباب، ومواضيع أجمل الانطباعات في«مسابقة مهرجان سينما الأفلام العربية القصيرة»، وأردنا التنويه بالسينما السورية و بالحقب المفصلية فيها عن طريق اللقطات المهمة من تاريخ إنشائها بالأبيض والأسود مروراً بالأفلام الصامتة حتى آخر فيلم مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد «عزف منفرد»، فهو إضاءة لجميع مراحل السينما واختصار بطريقة مدروسة، وساعدني فيها المخرج فراس محمد لكونه خبيراً سينمائياً، الأمر الذي خلق رشاقة في المونتاج والغرافيك، وجديد هذا العام كان الاشتغال على لوحات الغرافيك بشكل دقيق من قبل عبد الله ناصر، وكل ماشاهدناه من تصاميم- الغرافيك والمواد الترويجية والإعلانية الطرقية – كلها من تصميم شباب سوريين وكانوا من روح الفكرة وشاركوا فيها.
• هل كان هناك تدخل باللونية للـ«بوسترات» والأعمال الفنية في المهرجان خاصة أنها جميعها حملت الصبغة نفسها ؟
•• انطلقت اللونية من الرؤية البصرية للـ«أفيش» كون هناك مصمم للأفيش الإعلاني والطرقي المطبوع، حاولنا تحقيق هوية بصرية مناسبة من خلال مختصين في مجال السينوغرافيا، وتم أخذ عناصر من «لوغو» المهرجان كانت موجودة على الخشبة، إما بالرُقم الأوغاريتي أو بطريقة الأعمدة وكل العناصر التي قدمت على الخشبة قدمت بشكل دقيق ومدروس.
• سننتقل إلى المشروع القادم بعد مسرحيتك «اعترافات زوجية» فقد فوجئنا بحالة الانتقال الفني التي قدمتها بعد مسرحياتك «نبض» و«هدنة» و«زيتون» وكل ماله علاقة بهم الشارع السوري واتجهت إلى نص عالمي؟
•• القادم غير محدد ولكن أعتقد أن النص مبني على مرجعية عالمية، ولكن بصيغة سورية بحتة ولم نتفق على العنوان بعد لكونه ستتم كتابته في الشهر السابع وبشكل يتناسب مع يوم وزارة الثقافة، أود أن أقول شيئاً: الهم السوري كان على صعيد عائلة سورية وهو همّ سوري باعتقادي، وإذا كان هناك عقدة وصراعات في «اعترافات زوجية» فهي أحد منعكسات الحرب على الحياة الزوجية، علماً أنني أفضل دائماً الاشتغال على الهم السوري العام لكوننا، نحن، وليدي هذه المرحلة، ومايحدث ليس سهلاً ولاسيما أنه أفرز أفكاراً كبيرة جداً تفوق الواقع، وأتمنى من الشباب السوري المختص كتابة مسرحيات تعكس الواقع السوري بدل اللجوء للنصوص العالمية.
• هل توجد أزمة نص مسرحي في رأيك؟
•• توجد أزمة تعاطٍ مع المسرح بالنصوص السورية وهذا كسل من الكتاب أي أزمة كسل، وليست أزمة مبدعين، هناك مبدعون ولكن هناك كسل في التعاطي مع فن المسرح ومكوناته، رغم أننا نشهد حالة نشاط مسرحي فأنا أعدها كمية وليست نوعية، ولكن يوجد كسل بشكل عام من الكتاب المؤهلين للكتابة للمسرح، ربما بسبب نظرتهم للمسرح أو عدم إعطائهم الوقت الكامل، أما أزمة مبدعين فلاتوجد، ربما هي أزمة وقت أو مال أو هم مسرحي.
• برغم كونك مخرجاً مسرحياً لكننا شاهدناك ممثلاً في بعض الأفلام القصيرة والطويلة، وقريباً مشاركة في فيلم «نجمة الصبح» هل ممكن أن نشاهدك عبر الشاشة الصغيرة؟
•• أنا أحب عوالم المسرح والسينما ولايروق لي العمل في التلفزيون، اللهم إلا في حال وجود دور مهم يلبي طموحي كفنان، فأنا أشتغل بشكل محدد جداً في التلفزيون وموجود بصفة أو بأخرى في التلفزيون ولكن ليس كتمثيل، وهذا ليس شغفي الأول، فشغفي الأول هو المسرح والسينما، وأنا اشتغلت مؤخراً في مسلسل «الحلاج» في مجال إدارة الممثل، وهي مهنة واردة وممكنة جداً ولها علاقة بالإخراج المسرحي، وتأهيل الممثلين بشكل معين من خلال الولوج إلى اللقطة التلفزيونية، أما التمثيل فليس شغفي وخاصة في التلفزيون.
• كلمة أخيرة؟
•• أؤكدعلى قضية العمل الجماعي والجهود الجماعية والجنود المجهولين والناس الذين يعملون خلف الكواليس، هؤلاء لولاهم لايوجد عمل فني جيد في حال عدّ العمل الفني جيداً، فهو ليس وليد جهد فردي معين بل وليد جهود جبارة من إدارة إلى أصغر كادر موجود في العمل.

The post أزمة تعاطٍ مع المسرح بالنصوص وهذا كسل من الكتاب appeared first on صحيفة تشرين.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the أزمة تعاطٍ مع المسرح بالنصوص وهذا كسل من الكتاب on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

Note: Only a member of this blog may post a comment.