من له فم يأكل فإن له يدين تعملان… هذه المقولة (المثل) في الصين كانت سبباً في نهوض دولة يعيش في جنباتها أكثر من مليار ومئتي مليون مواطن أدخلوا إلى كل بيت من سكان الأرض شيئاً مما صنعوه، ووصل الأمر هناك إلى أن مليارديراً جديداً يضاف إلى قائمة الأثرياء جداً كل أربعين يوماً، وعليه فإن دول النمور الآسيوية التي كان بعضها في أوضاع اقتصادية متردية استطاعت حشد مواطنيها لتنفيذ برامج اقتصادية بدلت أوضاعهم نحو الأفضل، وما سمعته من المستشار الاقتصادي لمهاتير محمد خلال زيارته بلدنا قبل سنوات أن الدولة ليس من مهمتها صناعة ما نأكل أو نلبس فهي من مهمة الأفراد الذين ينفذون سياسات الحكومة.
في بلدنا صار من الواجب إكساب المهارات لطالبي العمل، وأصبح واجباً تفعيل مناخ التشغيل وتنشيطه من خلال صقل مهارات الراغبين بزيادة الأعمال من خلال مشروعات صغيرة أو متوسطة بالخبرات التي يحتاجها سوق العمل في مرحلة إعادة الإعمار، وهذه تحتاج مساهمة القطاع الأهلي في إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد ككل، والتنمية الاقتصادية تبدأ بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وضرورة مشاركة الأفراد في عملية التنمية.
إن البرامج غير المعلنة حتى الآن ليست سوى ندوات اقتصادية واجتماعات تحث على البدء بالتفكير في مشروعات جدية وأخرى تهدف إلى نشر ثقافة المبادرة والعمل الحر، أو ريادة الأعمال. رأينا سابقاً ما كانت تقوم به هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة قبل سنوات كان الهدف التعرف على مدى رغبة وقدرة وجدية (صاحب فكرة المشروع) في إنشاء مشروعه أو تطويره، وإعداد خطة العمل الخاصة بمشروعه، ومن بعدها ربطه مع إحدى المؤسسات المالية المتعاونة مع الهيئة لتدريبه وإكسابه المهارات اللازمة وتمكينه من إنشاء المشروع الذي يأمل في تحقيقه، وفي النهاية إحالة المشروع إلى مؤسسة وطنية للتمويل الصغير أو حتى بالغ الصغر …!
يكمن دور المؤسسات التمويلية في خدمتها المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمساهمة في الحد من البطالة والفقر ولاسيما بين النساء والشباب، وتمكين الراغبين من البدء بمشروعاتهم الخاصة، لتحسين مستوى معيشتهم وخلق فرص عمل جديدة لهم ولغيرهم بدلاً من كل ذلك التباكي على الدور الأبوي للدولة وتحميلها المسؤولية عن حجم البطالة وضرورة إيجاد فرص عمل في المؤسسات الحكومية.
The post برامج اقتصادية للتطوير appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.