تفاقمت بشكل غير مسبوق وغير منطقي ظاهرة الباعة المتجولين، خاصة بعد أن منّ الله على العباد بموسم وفيرٍ وخيرٍ بعد سنوات حرب ظالمة وملعونة طويلة وعصيبة… ومع تطور وسائل الاتصالات وأجهزة الصوت أصبح هؤلاء الباعة يثبتون على شاحناتهم الصغيرة المتنقلة وطنابرهم وطريزيناتهم أبواقاً صوتية موصولة على جوالاتهم أو مسجلاتهم ولها قدرة كبيرة على إيصال الصوت لشريحة واسعة من المواطنين ولمسافات بعيدة حيث يستطيع أهالي أشرفية صحنايا سماع صوت المكبرات الصوتية التي تصيح في صحنايا، ويستطيع أهالي عرطوز سماع صوت المكبرات التي تصيح في جديدة عرطوز، والسيمفونيات التي يتم عزفها من قبل هؤلاء الباعة معروفة لدى عامة الناس وهذه أمثلة عنها (يبرودية ومالحة هالبطاطا …حورانية وحامضة هالبندورة ….شغل جبل الشيخ هالبطيخ …يلي عندو ألمنيوم يلي عندو نحاس للبيع…..كراسي عتيقة غسالات عتيقة للبيع… بدّل قديمك بجديد؛ كراسي طاولات طربيزات…خبز يابس …إلخ) هذه الظاهرة أصبحت تؤرق نوم المواطنين ليلاً ونهاراً لأن الباعة يستخدمونها على مدار الساعة من دون أي وجل أو اعتبار لراحة المواطنين الذين يتمنون على قيادة شرطة محافظة ريف دمشق أن تضع حداً لظاهرة هذه الأبواق الصوتية العالية من دون قطع رزق الباعة وعائلاتهم.. ومحافظة ريف دمشق تستطيع أن تفعل ذلك إذ كانت لها سابقة رائعة في الكثير من مناطق ريف دمشق بالحد من ظاهرة الدراجات النارية التي ينزع أصحابها كاتمات الصوت قصداً لإزعاج الناس، ولاقى هذا الإجراء الذي اتخذته قيادة الشرطة ارتياحاً كبيراً عند المواطنين خاصة في صحنايا وأشرفية صحنايا.
وطبعاً، نحن نتحدث عن إجراء قسري للحد من هذه الظواهر المزعجة والمؤرقة لراحة المواطنين للأسف الشديد… لكننا نتمنى أن يتم تطبيقها بشكل عفوي وطبيعي من خلال استخدام الذوق العام وإحساس المواطنين بعضهم ببعض، فهؤلاء الباعة يجب أن يعرفوا الأوقات التي يرتاح فيها المواطنون في النهار فلا يستخدمون أبواقهم وقتها ويجب أن يستخدموا أساليب وعبارات مناسبة لعرض بضائعهم وبأصوات منخفضة….إلخ.
نتمنى أن يصبح لدينا مثل هؤلاء الباعة المذوقين والمتفهمين، ولكن أعتقد أنه من المستحيل تحقيق ذلك خلال الفترة القريبة القادمة ودمتم..!!!
The post الباعة المزعجون! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.