في نوبة من نوباته, حذّر ترامب شريكه أردوغان بقوله (لا تجدبها) في رسالة شهيرة سبقت وصول نائبه بنس إلى أنقرة, وإبرامه الاتفاق التركي- الأميركي, وعبارة ترامب ليست خارجة عن اللياقة الدبلوماسية, بقدر ما هي (فلتة لسان) تنوب عن العبارة الأصل في عقل ترامب, التي تقول لأردوغان (لا تجدبها عليّ, أي أنا من يجدبها على العالم كله), وهكذا فإن «فلتة لسان» ترامب هذه تكشف مدى اعتماده على «الجدبنة» أو الهبل في السياسة والحكم والعلاقات الدولية, وربما هذا ما جعل أحد الكتاب العرب؛ يستنتج أن ترامب ومعه أردوغان يطبقان فهمهما لعبارة مكيافيللي في نصح الحاكمين (أحياناً قد يكون من المفيد أن تتظاهر بالهبل أو الجنون) والمشكلة فيمن اعتمد على قول مكيافيللي هذا, أنه أهمل مفتاح العبارة (أحياناً) أي أن يستعمل الهبل بشكل محدود جداً من دون نسيان أنه جنون وهبل قد ينتج نفعاً وفي الوقت نفسه قد ينتج ما ينتجه الهبل والجنون من أضرار بالغة, كما تؤكد دراسات العلوم السياسية.
إن استعمال الهبل في التعامل مع الدول الأخرى أو في العدوان عليها, تكون وظيفته تغطية سياسات وأفعال خبيثة, وخاصة عندما تكون سياسات عدوانية لا يمكن لعقل أو منطق تسويغها, فيتم اللجوء إلى الهبل أو «الجدبنة» كما يفعل بكل وقاحة أردوغان عندما يعلن أنه (حريص) على وحدة سورية بينما هو يغزو أرضها، وكم من الهبل ادعاء أردوغان أنه يحارب الإرهاب وهو يحتضن النصرة في إدلب, بعدما درّب ومرّر كل أنواع الإرهابيين إلى سورية؟! ألم يعتمد بوش الابن الهبل الأجدب عندما قال إن (الله يتواصل معه وطلب منه غزو العراق!)؟ كذلك ترامب جدبها بشكل واضح عندما قال منذ أسبوعين إنه (بحكمته العظيمة) سيعرف إذا تجاوز أردوغان المسموح به ومن غير الأهبل يصف نفسه بـ (الحكمة العظيمة)؟ ثم وبعد أن قال لأردوغان «لا تجدبها» عاد هو و«جدبها» ووصفه بالزعيم القوي.
إذا كان الهبل عندما يستخدم ضد الآخرين يفيد في ستر وتسويغ العدوان ويمرر السياسات الخبيثة, فإن استخدام الهبل لإدارة مؤسسات الدولة, باعتماد «الهبلان» في مفاصل الحكم لا يؤدي لأي منفعة, ولا ينتج إلا الانهيار والتهافت, وهذا ما يفعله أردوغان منذ الانقلاب المزعوم.
The post الهبل!! appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Related news :
موسكو: نعتزم تطوير التعاون مع إيران لمحاربة الإرهاب- الرئيس بـوتـين يبحث مع عبد الله الثاني تسوية الأزمة في سورية وعودة المهجّرين
- بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور بعض تشكيلاتنا المقاتلة في المنطقة الجنوبية وجرحى الجيش بالمشافي العسكرية
- لافروف: عدم التزام بعض الدول بالقرارات الدولية تسبب بعرقلة تسوية الأزمة في سورية
- الأمم المتحدة: نواصل الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة في سورية
Note: Only a member of this blog may post a comment.